وعاذلة هبت علي تلومني ... ألا لا تلوميني، كفى اللوم ما بيا
تقول ألا تهجو فوارس هاشم ... ومالي إلى أن أهجوهم ثم ماليا
أبي الذم أنى قد أصابوا كريمتي ... وأن ليس إهداء الخنا من شماليا
الشمال واحدة الشمائل وهي الخلائق.
وكان معاوية بن عمرو بن الشريد فارساً شجاعاً، فأغار في جمع من بني سليم على غطفان فبدرته القوم فانبرى له دريد وهاشم أبنا حرملة فانطرد له أحدهما وطعنه الآخر فقتله، فقال خفاف بن ندبة: قتلني الله أن رجعت حتى أباريه، فحمل على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزاره، فقتله. فلما دخلت الأشهر الحرام ورد عليهم صخر فقال: أيكم قاتل أخي، فقال له أحد ابني حرملة: استطردت له فطعنني هذه الطعنة، وحمل عليه أخي فقتله فان قتلته فهو ثأرك. أما أنا فلم أسلب أخاك. قال: فما فعلت بفرسه السمى. قالوا: هاهي تلك فخذها،
فانصرف بها. وقيل لصخر: ألا تهجزهم؟. فقال: ما بيني وبينهم أقذع من الهجاء، وأنا أصون لساني عن الخنا. ثم خاف أن يظن به عيى فقال الأبيات المتقدمة، ومنها:
إذا ما امرؤ أهدى لبيت تحية ... فحياك رب الناس عني معاويا
وهون وجدي أنني لم أقل له ... كذبت ولم أبخل عليه بماليا