للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولما بدت رايات غدرك خاذلات ... وأنجزت لي خيل السلو إلى نصري

ومن لم يطق صبراً على الغيظ يستعن ... بهجر وبعض الشر يدفع بالشر

كما لا ترى أوفى من الحر في الهوى ... كذا لا ترى في الغدر أوفى من الحر

أرى الصبر أخطأ من بخيانة ... وإن كان لا شيء أمر من الصبر

أموت بعز لا أعيش بذلة ... وعند الملوك القتل أعفى من الأسر

لعمري ما أعرضت عنك تنقصاً ... لقدرك لكن صنت نفسي على قدري

تراني إلى خير أفر من المنى ... إلى الناس أو أرضى من الوصل بالهجر

أرى كل حر بحسن العذر بعده ... ويعفى وما بعد الخيانة من عذر

ظننت بك الحسنى فأفسدك العدى ... فكيد الأعادي كان أصدق من حذري

وقالوا رأى السكين في الماء فانثنى ... ولست أرى السكين إلا على نحري

سأرعى وإن لم ترع لي حق واجب ... واحفظ ما واليت في سالف الدهر

ولولا حفاظي لم أكن متداركاً ... قليل الأيادي بالقليل من الشكر

وكان الرشيد كثيراً ما يستشهد بقول الزبير بن بكار لعبد الله بن مصعب:

وإني وإن قصرت عن غير بغضة ... لراع لأسباب المودة حافظ

وما زال يدعوني إلى الصرم ما أرى ... فآبى وتثنيني عليك الحفائظ

وانتظر العتبى وأغضى عن القذى ... ألاين طوراً أمره وأغالظ

وانتظر الإقبال بالود منكم ... وأصبر حتى أوجعتني المغايظ

وجربت ما يسلى المحب عن الصبا ... فأقصرت والتجريب للمرءِ واعظ

<<  <   >  >>