وقالوا شدة الحجاب سبب العقاب. وكان يقال حاجب الرجل حارس عرضه. وقال الأمويين لقد رأيت قوماً يضربوننا بالسيوف، وما لنا إليهم ذنب إلا شدة الحجاب. وقال عتبة بن أبى سفيان: يا بني آمنة ليكن حجابكم أعقل الناس، فانه طالما شرعت في وجوهنا يوم صفين رماح قوم ليس لنا إليهم ذنب إلا ذل الحجاب.
وقال ابن المهلب لأخيه حين وجهه إلى خراسان: استغفل الحاجب واستطرف الكاتب.
وقال الأوزاعي: يهلك السلطان بالإعجاب والاحتجاب. قال الشاعر:
اعلم إن كنت تجهله ... أن وجه المرء حاجبه
فيه تبدو محاسنه ... وبه تبدو معايبه
وقال آخر:
إنا لقينا حجاباً منك أرمضنا ... فلا يكن ذلنا فيه لك الغرضا
في هذه الدار في الحجاب على ... هذا السرير العز فانقرضا
ابن الرومي:
وكم حاجب عضبان كاسر حاجب ... رمى الله منه ذلك الكسر بالكسر
فلو حجبوني من شريعة جدول ... صبرت ولكني حجبت عن البحر