وأضمرت النفس في وهمها ... من الهم هما يكد الضميرا
ولا بد للماء في مرجل ... على النار موقدة أن تفورا
ومن أشرب اليأس كان الغني ... ومن أشرب الحرص كان الفقيرا
علام وفيم أرى طاعتي ... لديك ويضحى لك الدهر بورا
ألم أك بالمصر أدعو البعيد إلي ... ك وأدعو القريب العشيرا
ألم أك أول آت أتاك ... بطاعة من كان خلفي يسيرا
وألزم عذرك في ما قسط ال ... حروب عليها مقيما صبورا
ففيم تقدم حقا له ... إليك أمامي ادعاءاً أخيرا
كأنك لم تدر أن الفتى ... الحمي إذا زار يوماً أميرا
فقدم من دونه قلبه ... ألست تراه بسخط جديرا
أليس ترى أن سف الترا ... ب به كان أكرم من أن يزورا
ولست ضعيف المدى والهوى ... أكون الصبا أو أكون الدبورا
ولكن شهاب فإن ترم بي ... مهما تجد كوكبي مستنيرا
فهل لك في الإذن لي راضياً ... فإني أرى الإذن غنماً كبيرا
وكان لك الله فيما ابتغيت ... له من جهاد وليا نصيرا
ولا جعل الله في دولة ... سبقت إليها وربح فتورا
فإن ورائي لي مذهبا ... بعيداً من الأرض قاعا وقورا
به الضب تحسبه بالفلا ... ة إذا خفق الآل فيها بعيرا
ومالاً ومصراً على أهله ... يد الله من حائز أن يحورا
وإني لمن خير سكانه ... وأكثرهم بنفيري نفيرا