للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يجلس فيه الناس، وفيه حبس النعمان حتى هلك، فقال الأعشى من بني قيس بن ثعلبة يلوم قيس بن مسعود ويضعف رأيه فيما فعل:

أقيس بن مسعود بن قيس بن خالد ... وأنت امرؤ ترجو أسى بك وائل

أطورين في عام عزاة ورحلة ... ألا ليت قيساً غرقته القوابل

وليتك حال البحر دونك كله ... وكنت لقي تجزي عليك السوائل

كأنك لم تشهد قرابين جمة ... تعيث ضباع فيهم وعواسل

تركتهم صرعى على كل منهل ... وأقبلت تبغي الصلح. أمك هابل

لقد كان في شيبان لو كنت عالماً ... قباب وصاهلة بها وقنابل

رحلت ولم تنظر وأنت عميدهم ... فلا يبلغني عنك ما أنت فاعل

وعريت من مال وحي جمعته ... كما عريت مما تمر المغازل

شفا النفس قتلى لم توسد خدودها ... وساداً ولم تعضض عليها الأنامل

وفي بعض كتب الهند: جانب الموتور، وكن أحذر ما تكون منه، أوثق ما تكون منك، فان سلامة الأعداء بوحشة بعضهم من بعض، ومع الأنس والثقة حضور آجالهم، وللحقود من القلوب أماني لا يؤمن عليها الألسنة وقالوا: إذا أوحشت الحر فلا ترتبطه.

ومثله حديث الحارث بن ظالم إذ قتل النعمان أو ابن الأسود أخاه فردته بنو مرة، وأعطى الأمان للحارث بن ظالم، وكان قتلى الخمس التغلبي، فقال النعمان يوما وعنده ابن ظالم:

من كان له عند هذا ثار، وأشار إلى الحارث، فليدرك ثاره. فقام ابن الخمس إلى الحارث، فقال له الحارث: أتقتلني يا بن شر الأظماء فقال له: نعم بابن شر الأسماء فقتله.

<<  <   >  >>