للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

رديني حاضر لأستر عنه ... لمبصره وعذري بالمغيب

فلا عذر يرد علي نفعاً ... وكر العذر من فعل المريب

وكم من موقف حسن أحيلت ... محاسنه فعد من الذنوب

وكان حكم بن الطفيل أخو عامر بن الطفيل وأصحابه خنقوا أنفسهم في بعض الأيام، فعيروا بذلك تعييراً شديداً. فقال خراشة بن عمرو لعامر بن الطفيل:

أقدتهم الموت ثم خذلتهم ... فلا وألت نفس عليها تحاذر

فهل تبلغني عامراً إن لقيته ... أسليت عن أسماء أم أنت ذاكر

وإنكم إذ تخنقون نفوسكم ... لكم تحت أظلال الغضا لحرائر

وقال عروة بن الورد في ذلك:

ونحن صبحنا عامراً في بلادهم ... علالة أرماح وحزباً مذكرا

بكل رقيق الشفرتين مهند ... ولدن من الخطى أزرق أسمرا

عجبت لهم إذ يخنقون نفوسهم ... ومقتلهم عند الوغى كان أعذرا

يشد الحليم منهم عقد حبله ... ألا إنما يؤتى الذي كان أحذرا

أراد أن يؤكد الفعل بالنون الخفيفة، ثم حذفها لالتقاء الساكنين.

وقال وعلة الجرمي يرد على رجل عيره بسوء المأكل:

لهان العام ما عيرتمونا ... شواء الناهضات مع الخبيص

فما لحم الغراب لنا بزاد ... ولا سرطان أنهار البريص

<<  <   >  >>