قال أبو عمرو بن العلاء: قدم أعرابي من الطائف على زياد، فذكر عن عامله بالطائف جوداً، فقال له زياد: أحسبك كاذباً. فقال: لست بكاذب. فقال: والله ما أظنك تعرف الصلاة المفترضة. قال: قد عرفتها والحمد لله. قال: فكم أفترض الله عليك من ركعة؟. فقال:
هن أربع ثم ثلاث وأربع بعدهن ... وركعتان الصبح لا يضيع
فقال زياد: أصبت فقال له: أيها الأمير فمسألة بمسألة. قال: ذلك لك. فقال له: كم أفقره ظهرك؟. فحار زياد، فقال له: أيها الأمير كنت غنياً عما أرى. فأمر كاتبه له بكتاب إلى العامل بإنصافه وصلته. وتناول الأعرابي الصحيفة وأنشأ يقول:
عناء قليل عن أرامل جوع ... صحائف بيض بينهن خطوط
فأمر له زياد بتعجيل ما في الصحيفة.
قال أبو عبيدة: كان أبو المظراب العنزي قد طلبه جعفر بن سليمان الهاشمي لجباياته، فهرب من بين يديه إلى البادية، وكان مع الوحش حتى أضر به البرد والجوع فكان ينشد:
ألا يا ظباء الرمل أحسن صحبتي ... واخفينني إن كان يخفى مكانيا