للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأصمعي: كنت في مجلس أبي عمرو بن العلاء فتذاكروا جريرا وحلاوة شعره، فقال أبو عمرو: أجمعت العرب على أن أقسام الشعر تؤول إلى أربعة أركان فمنه افتخار، ومنه مديح، ومنه هجاء، ومنه نسيب.

فأما الافتخار فسبق الناس إليه جرير في قوله:

إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابا

وأما المديح فبرز فيه على الناس في قوله:

ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح

وأما الهجاء فبرز فيه على الناس في قوله:

فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا

وأما النسيب فبرز فيه على الناس بقوله:

إن العيون التي في طرفها حور ... قتلننا ثم لم يحين قتلانا

قال أبو عمرو. ظلمني الحجاج فهربت إلى صنعاء، وكنت بها أخفي شخصي نهاراً وأظهره ليلا، فإني لفي غداة من الغدوات إذ سمعت رجلا ينشد هذا البيت ك

ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال

وسمعت آخر يقول: مات الحجاج. قال: والله ما أدري فرحي بموت الحجاج كان أكثر أم بقول المنشد: له فرجة.

وأنشد الأصمعي للسموأل بن عاديا الغساني اليهودي: وبعضهم يرويها لعبد لملك بن عبد الرحيم الحارثي:

<<  <   >  >>