للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معاوية واقفا على حفر الهباءة، وقد حال بينهم وببينه الجبل. فقال حذيفة: يا بني عبس أين العوذ والأحلام؟!، فضرب جميل بن بدر بين كتفيه. وقال له: أتق مأثور الحديث بعد اليوم. أراد ما يقع في شعر يروى فيه، فيبقى على وجه الدهر.

وقال الفرزدق يذكر وفاء الحارث بن ظالم لجاره:

ولم أر جاراً لامرئٍ يستجيره ... كجاري أوفى لي جواراً وامنعا

رمى بي إليه الخوف حتى أبيته ... وقد يمنع الحامي إذا ما تمنعا

فشمر عن ساقيه حتى تطامنت ... أنابيب نفسي واستقرت بها معا

كمنع أبي ليلى عياض بن ديهث ... عشية خاف القوم أن يتنزعا

أبو ليلى هو الحارث بن ظالم المري، وكان عياض بن ديهث التميمي مجاورا في غظفان. فأغارت بنو مرة بن ذبيان على ماله، فأتى أعلاق الحارث بن ظالم فعلق دلوه بها، وناداه يا حارثاه، فقال الحارث: والله ما أنت لي بجار. فقال: هذه دلوي قد علقت معالقها بدلاء رعائك. قال: جوار والله. فقام في قومه حتى رد عليه جميع ماله. فقال الفرزدق:

<<  <   >  >>