للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال علي رضي الله عنه: إن بين الحق والباطل أصابع، ووضع يده بين أذنه وعينه فقال الحق هو أن تقول رأيت بعيني والباطل هو أن تقول سمعت بأذني. يريد أن لا يصدق المرء عن أخيه بكل ما سمع.

قال أبو عبيدة: قطع الحجاج وهو بواسط الميرة من البصرة بعقب خروجهم مع ابن الأشعث، فكتب وجوه أهل البصرة إلى عبد الملك في ذلك، فأمر أن ينظر كتاب الأحنف بن قيس فنظر فإذا برقعة لطيفة كأذن القط مكتوب فيها:

(بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد فإن الجائع تبلغ همته صنعاء، وإن الشبعان تقصر همته عن سفوان. وقد حبس عنا الطعام، وعليك السلام).

فلما قرأه عبد الملك قال: أبو بحر يخبرنا في رقعته أنه ما بقي عليه إلا أن يعوذ بقائم سيفه. فكتب إلى الحجاج بإطلاق الطعام إلى البصرة.

قال عيسى بن عمر: لما احتضر ذو الرمة بأصبهان رفع رأسه إلى من كان عند رأسه وقال: هذا والله يومي وليس بيوم قلت:

كأني غداة الزرق يامي مدنف ... أعالج نفساً قد أتاها حمامها

اللهم إني لا قوي فأنتصر، ولا بريء فأعتذر، ولكني، ولكني أشهد أن لا إله إلا أنت ثم مات.

قال أبو عبيدة: لما أوقع الجحاف السلمي ببني تغلب بالبشر وهو ماء على الفرات وقف الأخطل بين يدي عبد الملك بن مروان فأنشده:

لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكي والمعول

فإلا تغيرها قريش بملكها يكن ... عن قريش مستمار ومرحل

<<  <   >  >>