فسحت دموع العين تجري لبلدة ... بها حرم أمن وفيها المشاعر
ثم خفق كأن لم يقل شيئاً، ... واسترشدت الطريق فأرشدت.
وأنشد الأصمعي لشوسة الفقسعي يصف صيده للذئب:
لله در أبي الحصين لقد بدت ... منه مخايل حولي قلب
ورد الحبائل وهي صور نحوه ... طمعاً لتعلقه وإن لم تنشب
حتى إذا شملت مقاعد طرفه ... أرجاؤها بتأنس وتأدب
ويداه واسطتان لما تقدما ... أو تنكصا لورود عزم المنكب
صرخت به نفس النجي مخافة ... إن النجاح لأثغر متشعب
فاستبدرت إحدى يديه القهقرى ... وثنت به الأخرى ثني تهيب
فنجا وهل ينجو من خطو الردى ... في العود من أيدي الردى المتأوب
لم ينج بعد نجائه من ساعة ... إن قام قومه نافض مترقب
فظلت منه رانياً في شخصه ... في كل حال أمها أم مذهب
متعانيا طورا لدى استشرافه ... فإذا توهد في مجال أرتب
حتى دنوت وقام مني شخصه ... بمقام دان للرماية مكثب
فنحوته سهمي فأنفذ منته ... شكا وأي فريسة لم أنشب
ثم انصرفت إلى بني مالئاً ... كفي متغبطاً بعيش مخصب
أبني أية خلة محمودةٍ ... صعبت على الطلاب أو لم تصعب
ألفيتني أهويت نحو طلابها ... فأطلت كدك من كريم المطلب
لا تشرئب إذا عنيت بصالح ... وإذا عنيت بسوأة فاشر أبب