يبغون خير الناس كما واحداً ... عظمت رزيته الغداة وجلت
إن الركاب لتبتغي ذا مرة ... بجنوب نخل إذا الشهور أهلت
يقال عن خارجه إنه كبر وإنه ضل بنخل فلم ير بعد. ولما حضرت أمه الوفاة وهي حامل به قد أتمت قالت: إني لأجد مس الجنين في بطني حيا فأتوني بحديدة، فأتوها بها فبقرت بطنها بنفسها، وقالت: استوصوا به خيراً فانه أبيض طوال، وماتت، فسمى خارجة البقير. وهو الذي رهن قوسه في دماء عبس وذبيان بألف ناقة، واشترك معه أبوه وابن عمه الحارث بن عوف بن حارثة. ففيهما يقول زهير:
فرحت بما خبرت عن سيديكم ... وكانا امرأين كل أمرهما يعلو
تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها ... وذبيان قد زلت بأقدامها النعل
فأصبحتما منها على خير موطن ... سبيلكما فيها وإن أحزنوا سهل
فأديا ألف ناقة هو وابن عمه، وأديا بعد ذلك مائتي ناقة في القتيلين اللذين قتلهما ابنا ضمضم بعد الصلح، ففي ذلك يقول شبيب بن البرصاء:
ونحن رهنا القوس في حرب داحس ... بألف وزيدت بعدها مائتان