إلى رجب أو غرة الشهر بعده ... توافيكم حمر المنايا وسودها
ثمانون ألفا دين عثمان دينها ... مسومة جبريل فيها يقودها
وكان مع المختار بن أبي عبيد، ففزع الأسدي فقال: نعم أمتع الله بك فعفى عنه ووصله. فقال:
جزى الله عنا مصعباً إن فضله ... يعيش به الجاني ومن ليس جانيا
ويعفو عن الذنب العظيم اجترامه ... ويوليك بالإحسان ما لست ناسيا
ثم إن بصر عبد الله الشاعر ضر بعد ذلك، فلقي عبيد الله بن زياد بن طيبان فسمع كلامه فعرفه، فأدركه وقال له: أنت قتلت مصعب. وأنشده:
أبا مطر شلت يمين تفرعت ... بسيفك رأس ابن الحواري مصعب
ولا ظفرت كفاك بالخير بعده ... ولا عشت إلا في (بوار مخيب)
قتلت فتى كانت يداه بفضله ... تسحان سح العارض المتصوب
أغر كضوء البدر صورة وجهه ... إذا ما بدا في الجحفل المتكتب
قال: نعم والله، فما أفلحنا بعده، ولا أنجحنا، فهل توبة؟. قال له الزبير: سبق السيف العذل. هذا مثل، قاله ضبة بن أد، وكان له أبنان، سعد وسعيد، فخرجا في طلب إبل لهما، فرجع سعيد، فكان ضبة يسير ومعه الحارث بن كعب في الشهر الحرام إذا بهما على مكان فقال الحارث: أترى هذا الموضع فاني لقيت به فتى من صفته كذا وكذا فقتلته، وأخذت هذا السيف منه. فإذا هي صفة سعيد. فقال له ضبة: أدن السيف أنظر إليه، فناوله فعرفه