رحب الراحة، ششن الكفين والقدمي، سائل الأطراف خمصان الإخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء. إذا نال قلعاً يخطو تكفياً، ويمشي هوناً. ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء. جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدأ من لقى بالسلام، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل الغمام.
وقال الحارث بن دوس الإيادي:
امرؤ القيس بن أروى مقسم ... إن رآني لا يريني بقيد
فتحلل قلت قولا باطلاً ... أنني يمنعني سيفي ويد
ورجال حسن أوجههم ... من إياد بن نزار بن معد
إياد تنتسب في اليمن ثم في النخع ثم في مذحج، وقد نسبوا أيضاً إلى قضاعه ويقال هم جشم من بني دعمي بن إياد. وقالت أخت الأشتر مالك بن الحارث النخعي:
أبعد الأشتر النخعي آسى ... على ميت وأقطع بطن واد
نؤاخى مذحجاً بإخاء صدقٍ ... وإن نسبت فنحن إلى إياد
ثقيف عمنا وأبو أبينا ... واخوتنا نزار أولو السداد
يقال إن ثقيفاً من إياد، وولد نزار غير مدافع مضر وربيعة وإياد وأنمار. وقال لهم في حياته هذه القبة الحمراء وما أشبهها من قباب لمضر. فسموا مضراً الحمراء. والخباء الأسود والفرس الأدهم لربيعة، فسموا ربيعة الفرس. وهذه الخادم الشمطاء وما أشبهها من مال لإياد، فأخذ الخيل البلق، وما أشبه ذلك وهذه الندوة والمجلس لأنمار، فان أشكل عليكم شيء فتحاكموا إلى (أفعى نخرات)، ويقال. إنما وصى لمضر بالحمار ولربيعة بالفرس والقدر، ولأنمار بالخباء والحرث، ولأياد بالنعم.