لم يدع بعضكم بعضاً لنائبه ... كما تركتم بأعلا بيشة النخعا
أحرار فارس أبناء الملوك لهم ... من الجموع جموع تزدهي القلعا
فهم سراع إليكم بين ملتقط ... شوكاً وآخر يجنى الصاب والسلعا
هو الجلاء الذي تبقى مذلته ... إن طار طائركم يوماً وإن وقعا
قوموا قياماً على أطراف أرحلكم ... ثم افرعوا قد ينال الأمر من فرعا
وقلدوا أمركم لله دركم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا
لا مترفاً إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا حل مكروه به خشعا
كمازن بن قنان أو كصاحبه ... عمرو الفتى حين لاقى الحارثين معا
فلما بلغهم احتملوا جميعا حتى دخلوا بلاد الروم.
وقال البحتري:
أصاب الدهر دولة آل وهب ... ونال الليل منهم والنهار
وما كانوا فأوجههم بدور ... لمختبط وأيديهم بحار
أعارهم رداء العز حتى ... تقاضاهم فردوا ما استعاروا
وقال عبد الله بن قيس الرقيات:
لو كان حولي بنو أمية لم ... ينطلق رجال إذا هم نطقوا
إن جلسوا لم تضق مجالسهم ... أو ركبوا ضاق عنهم الأفق
تحبهم عوذ النساء إذا ... ما احمر تحت الفوارس الحدق