للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما أحسن الدِّين والدُّنيا يسوسهما ... والطيلسان فلا تخفى مفاخره

كأن أبيضَ هذا تلو أسوَد ذا ... عينُ الزمان الذي ما زاغَ باصره

حيثُ المقاصد في أبوابِه زمراً ... فليس للدَّهر ذنبٌ وهو غافره

فاسْتجلِ طلعةَ ذي بشرٍ وذي كرمٍ ... كالغيث بارقه الساري فماطره

تصبو لحبر فتاويه لواحظنا ... فما عيون المها إلاَّ محابرُه

وينفذ الأمر كالسهم القويم فما ... تحيد عن غرض التقوى أوامره

لا شيء أحسن من مرآه مقتبلاً ... إلاَّ محاسن ما ضمَّت سرائره

تجلو المهابة في نادِيه رونقها ... فما نكادُ بنجوانا نجاهره

ويفهم السرّ من حاجات أنفسنا ... فما نطيق على أمرٍ نُساتره

يا حاكماً صانَ سوحَ الدِّين عاضدُه ... وفازَ بالشرفِ المأثورِ ظافره

ولّيت بالعلمِ لا بالحظِّ مرتبةً ... فاحْكمْ بعلمِك فيما أنتَ ناظره

وانْظر لحالِ غريب الدَّار مفتقر ... طال الزمان وما سدَّت مفاقره

نعمَ الفتى أنت قد برَّت أوائله ... في المكرماتِ وقد أربتْ أواخره

يممته دلفيّ الأصل منتسباً ... تأبى معاليهِ أن تخفى عناصره

لا يستقرُّ بكفَّيهِ الثراء فما ... تلك الحظوظ بها إلاَّ معابره

زَكا وأمْكنهُ فعل الجميل فما ... في الناسِ لو قصرت جدواه عاذره

ما بعد علياه ركنٌ أسْتجير بهِ ... من الخطوبِ ولا بحرٌ أجاوره

لئنْ تفرَّدَ بالعلياءِ سؤدده ... لقدْ تفرَّدَ بالآدابِ شاعره

وقال علائية في ابن فضل الله

الطويل

وقائع حبّ حار في كرِّها فكرِي ... فمنْ حُسَّدٍ تمشي ومن أدمعٍ تجري

ولاحٍ ثقيلٍ في مليحٍ ممنَّعٍ ... فيا لكَ من أُحدٍ لديَّ ومن بدر

يظلّ أبا جهلٍ عليَّ بجهله ... وأمسي بأوصاف السّقام أبا ذَرّ

وأغيد في فيه المدامُ ولحظه ... وفيّ وفي أعطافه نشوة السُّكْر

تداويتُ من ألحاظهِ برضابِه ... كما يتداوَى شاربُ الخمر بالخمر

ونزَّهت فكري في بدائعِ حسنهِ ... وفي عقلِ عذَّالي على أنها تغري

<<  <   >  >>