ويخدعه مثلي فيخدع للندى ... سريعاً ولا والله ما هو بالغمر
فسيح مجال الصدر بالبرِّ للورى ... فيا لك من بحرٍ ويا لك من برّ
ويا لك من لفظٍ وفضلٍ لطالبٍ ... يحقق أن الصدرَ والكف من بحر
ويا لك مجداً جلّ رائيه عن عمى ... ويا لك بحراً جلّ عافيه عن نهر
يسرّ به ملكٌ ويحمي ثغورَه ... فليس يزال الملك مبتسم الثغر
وما زال شفعاً بأسه ونواله ... لدى الملك حتى ما ينام على وتر
فما الشمس في ظهر مثيلة وصفه ... ولا مثله فيما تقدّم من عصر
وما فيه من عيبٍ يعدّ لناقدٍ ... سوى أنه بالجود مستعبد الحرّ
وأن ثناه فاضحٌ حصرَ الورى ... وأنَّ ندَاه لا يحاوَل بالحصر
من القوم في بطحاءِ مكة أصلهم ... وأفناؤهم في الخلق فوَّاحة الزّهر
إذا فرَّق الفاروقُ في الخلق ذكرهم ... فيا حبَّذا الأطهارُ تعزَى إلى الطّهر
إذا ذكرت أقلامهم وسيوفهم ... فناهيك بالحمر الرَّواعف والسمر
طوى شخصهم دهرٌ وقام بمجدهم ... يفوح ثناً يستقبل الطيَّ بالنشر
له قلمٌ يدعو الدواة كتابةً ... ويعزى به عيش الملوك إلى النّضر
حفيّ غداةَ المكرمات أو الوغى ... ببيض أياديها وأعلامها الصّفر
ونظم ونثر يخرجان ذوي النهى ... لعمرك من أرض التثبت بالسّحر
لأجيادنا منه وللطّرس حليةٌ ... فأجيادُنا بالجود والطرس بالشّذر
وللحرب صفّ من سطورٍ كأنها ... حديدٌ يسوق الناكثين إلى الحشر
بكف كريم الإرث والكسب في العلى ... فمن خبرٍ نامي الفخار ومن خبر
همامٌ إذ الآراءُ حثَّت لغارةٍ ... كريمٌ إذا حثت على الكلم الغرّ
له منزلٌ في القلب من كلِّ جحفلٍ ... وفي المحفل السامي محلٌّ من الصَّدر
بزهرٍ من الآراء والقول واللُّهى ... روينا صحيحَ الحمد منها عن الزُّهري
فيا حبَّذا عبدُ الرحيم توسلاً ... ويا حبَّذا الطائي في الجود والشعر
ألم ترني أني نهضت بمدحه ... وألقيت أمداحَ البرية عن فكري
أمولاي قد غنى بمدحي لك الورى ... وسارت به الركبان في السهل والوعر
وقصّر عن نظمي الأنامُ وشُيّدت ... عليك مباني بيته فهو كالقصر