إذا رفعت قدري بمدحك ليلةٌ ... تيقَّن قصدي أنها ليلةُ القدر
وقضَّيتها والنيراتُ تمدني ... سلاماً وتسليماً إلى مطلعِ الفجر
على أنَّ عندي كأس شكوى أديرها ... على السمع ممزوجاً بمدمعيَ الغمر
أيكسر حالي بالجفاء وطالما ... تعوَّدت من نعماك عاطفة الجبر
ويدفعني عن قوت يوميَ معشرٌ ... وأنت عليهم نافذُ النهي والأمر
ولو كانَ ذنبٌ لاعْترفت بهِ ولا ... تحيَّلتُ في عذرٍ ولا جئت من غفر
أحاشيكَ أن يدجو زمانيَ بعدما ... أضاءت بشعرى في المدائحِ من شعري
بنيت على ضمٍّ وَلاءَك في الحشا ... فلا تبنِ بيت القلب مني على كسر
وإن تخف يا ذا السرّ عنك محبَّتي ... فشاهد حبِّي عالم السرّ والجهر
وقال فيه أيضاً
المتقارب
يتيمُ ابْتسامك ما يُقهر ... فسائل دمعيَ لا ينهر
وإنسان عيني إلى كم كذا ... بحينٍ من الدهر لا يُذكر
وخدّك ذا السهل ما باله ... على من رجا قُبلةً يعسر
عن الورد يروي فيا حسنَ ما ... رواهُ لنا خَلَفُ الأحمر
ويا حبَّذا حولهُ عارضٌ ... لدمعي هو العارِض الممطر
يقول تناسب روحي له ... هي النفس خضراءُ يا أخضر
عسى بجبر الصب آس العذار ... فبالآسِ كسرُ الورى يجبر
لكَ الله قلباً نجرّ الأسى ... ومن عمل الحب لا يفتر
وهبت الكرى لجفون الرَّشا ... فكم ذا ينام وكم أسهر
وكم قيل للنفسِ قال العذول ... فقالت جفون الرَّشا تغتر
تعشقته بابليَّ اللحاظ ... يسكر من شاء أو يسحر
ولام على حسنه المجتلى ... وِقاحُ العيون فما أثروا
وقالوا أما يرعوِي سامعٌ ... فقلت أما يستحي مبصر
حلوت وأمررت ملح الملاح ... فيا حبَّذا الملح والسكر
وكرّر لي ذكرك العاذلون ... فما كانَ أحلى الذي كرَّروا