ووجهك جامعُ لذَّاتنا ... فيا حبَّذا الجامع الأقمر
وثغرك يشهد مسواكه ... فأعدِلْ به شاهداً يسكر
ويا رُبَّ نيل بلقياك قد ... تبين لي فعله المضمر
بخصرك والنهد نحو الهنا ... فهذا أضم وذا أكسر
فيا لك ليلاً لو المانويّ ... رآه رأى أنه الخير
وأشرق إشراق ذاك الدّجى ... فما منهما واحدٌ يكفر
وطابق أجفان عيني الظَّلام ... فهذا يطول وذي تقصر
وما قصرُ الليل أو سكون طوله ... سوى أنك تسعف أو تهجر
وما الحزن والعيش إلا سطا ... عليَّ وأنعمه تنشر
وزير إذا نظراء العلى ... تردُّوا ولاذوا بهِ أزّرُوا
إذا سلكوا نحوه عرّفوا ... برفع وإن تركوا نكّروا
فما صغروا وبه كبروا ... ولا كبّروا وبه صُغروا
سعادة جدّ بها يحتذى ... ونهج أبٍ في العلى يشتهر
كريم رأينا مسيء الزمان ... ببسطِ أيادِيه يستغفر
فحسب الملوك سفيرٌ لهم ... وجودهُ إنالتهُ تسفر
وحسب ابن يحيى حياة العلى ... وبعض معالي الورى تقبر
زها أفقُ مصرَ بتدبيرهِ ... فطالعَها أبداً يزهر
وقاهرة شادها لفظه ... فشائدها أبداً جوهر
هو اللفظ حالٍ بهِ جيدها ... كفيل ندًى وردًى يهمر
وزهر الورى خضرٌ بالهنا ... وملك البريَّة إسكندر
وصاحب أسراره كاتم ... وأنعمه في الورى تجهر
مقيمٌ على النيل لا ابن الفرات ... ومجدهُم البحرُ لا جعفر
يعجل غايةَ ما يرتجى ... ويحلمُ ساعةَ ما يقدِر
ولا عيب فيه سوى سؤدد ... تكدّ الفهومُ ولا يحصر
على فضلهِ خنصرُ العاقدين ... ومن أجلِ ذا حلي الخنصر
وفي يدهِ فاضليّ اليراع ... مقيمٌ وسؤددهُ سير