تغازل أحرفه كالظبا ... وطوراً يحاذرها القسور
إذا صاولته سيوفُ العدى ... فما ضرَّه الشانئُ الأبتر
وإن ساجعَ الوُرقَ مال الحيا ... بها خلفَ أوراقها تستر
وإن فاضَ درًّا على سامع ... فأنمل حامله الجسَّر
أخا الفضل مكتملاً وابنه ... ليهنك عامُ الهنا الأزهر
فقابل بعلياك فيهِ الهلال ... لينحرَ حسَّادها خنجر
وعش يا كثير الندى والثنا ... وأجرك من ذا وذا أكبر
بجود يديك ابن فضل الإله ... تناسب منطقي الأبهر
فإن كنت غيث ندى هاملاً ... فإنَّ نبات ثناً مزهر
شعرت بمدحِك حتى بهرت ... وكنتُ من العيّ لا أشعر
وحلَّق خلفي بهذا المُطار ... أناس عن الخطوِ قد قصروا
إلى صنعةِ الشعر فليدع في ... حمى الفضل شاعرك الأظهر
محبّ لتشبيبه مادح ... يروح سوى مدحه يزمر
وقال يهنئه بالحج
البسيط
بشراك إن السرى والعود مبرور ... وإن سعيك عند الله مشكور
وإن حجَّك في عاف بمصر دعا ... كمثل حجك بالبطحاء موفور
وإنَّ كلّ حمًى يممت دارُ هناً ... وخادم الوقت مختارٌ ومسرور
وأنك الغيث إن تحكم على أفق ... فالجدب والخصب منهي ومأمور
لا غَرْوَ إن حجزت محل الحجاز لهاً ... بنقط أيسرها المعمور معمور
يسري إلى البيتِ معموراً بوافدِه ... بحرٌ بفيض النَّدى والعلم مسجور
في فرقة بولا علياه ضاحية ... شموس علمٍ تحامتها الدَّياجير
تموا وصحوا بأبواب العلاء فما ... في الاسمِ نقص ولا في الجمع تكسير
يطوون برد الدجى والبيد في طرق ... كأنَّهنَّ لجندِ العلم منشور
بكلّ وجناء بسم الله قد برزَت ... كأنَّها لأمير العلم مسطور
حرف على صحف البيداء يعرب عن ... إعمالها السير مرفوع ومجرور