آثار مبسمها فوقَ الثرى قمرٌ ... وعقلها بشعاعِ الحيّ مقمور
يمدُّ آمالها شوقٌ قد اقْتصرت ... على هواه فممدود ومقصور
ولابن يحيى الذي تغنَّى المحول به ... بروق بشرٍ وَراهَا القطرُ مقطور
من بركة الحبّ حتَّى بئر زمزم لا ... محلٌ بنعماه إلاَّ وهو ممطور
فيا لهُ محرماً في حجةٍ عبقت ... ريَّاه وهو صحيح النسك مسرور
مستقبل الكعبة العظمى له طرب ... حيثُ الستور وتمجيد وتطمير
يطوف منكَ على الأركانِ ركن تقى ... عالٍ له سند في الفضلِ مأثور
وبيت مكَّة يا ذا البيت من عمر ... بذكر نفعك للإسلامِ معمور
في ذب رأيك عنه للملوك هدى ... كأنَّما هو للآراء إكسير
محمرة منك بالآلاء ممتلئ ... وملء أكمام غاويه الدَّنانير
لله حجر بذاك البيت أو حجر ... ما للهنا فيهِ حجر عنك محجور
وسنة لكَ في التَّحليق عالية ... وما لمثلك في العلياءِ تقصير
وفي منًى جمراتٌ ما لها ثمن ... لكن لها في حشا الشياطين تسعير
أحسن بأيَّام عيش في منًى وصلت ... ليالياً فثياب الحسن تشهتير
وحبَّذا سنة في الحجِّ زاهرة ... ست كما قيل فيها الخير والخِير
وزورة لمعاني طيبة اقْتبلت ... وللصباح بلا شكٍّ تباشير
فيا سرور عليٍّ من محمدها ... بالقربِ يرقص بيتاً وهو معمور
وشدوة المدح باك في مسرَّته ... فدُرّ حاليه منظومٌ ومنثور
ويا لها من ليالٍ غير قائلة ... زوروا فما الظنّ في هذا الحمى زور
لا عيبَ فيهِ سوى الجنح القصير وما ... كأنَّ غيهبها بالشهب مسمور
وعودة لحمى ملكٍ يطوف بها ... يا كعبة الجود ملهوفٌ ومضرور
يا عارفاً حفظ أسرار الملوك لهُ ... عرفٌ من الفضلِ والأقطار مشهور
أمَّا العفاةُ فما تنفكُّ جائرةٌ ... على ندَاكَ إذا قال الرَّجا جوروا
للمالِ والجاهِ قد جاروا بها قصصاً ... في طيها عبرٌ منهم وتعبير
إن ثقَّلوا فعل جودٍ قد أبرّ فما ... في المنِّ منٌّ ولا في الصفو تكدير