لفضَّةٍ كم رجاكَ القومُ أو ذهب ... وحبَّبت للمثاقيل القناطير
وأنتَ مبتسمُ الثغر البهيج بهم ... وثغرُ مالك بين القوم مثغور
عنوان بشرك يولي اليسر كلُّ يدٍ ... معجّلاً فإذا العنوان تيسير
وروض لفظك ريحان القلوب إذا ... سجَّعته فإذا الريحان منثور
تغدو لهُ صورُ الأضداد باهتةً ... كأنما هيَ من غيٍّ تصاوير
ونظمك الزَّهر لكن بعضه زهرٌ ... مع أنه النَّوْر إلاَّ أنَّه النور
يبكي الوليد الذي من بحترٍ قصراً ... وعنه يمسي جريرٌ وهو مجرور
وفي يراعكَ سرٌّ من سعادته ... قد صحَّ منه لعلمِ الحرف تأثير
في الجودِ غصن جنانٍ غير منقطع ... له على الطرسِ توريقٌ وتثمير
وفي اقْتحامِ الوغى رمحٌ يلوحُ له ... على عِدا الملك كعب فيه تدوير
محكم فالفنا بالخوف مضطرب ... والقوس منه كما قد قيل موْتور
وبعض تدبيره الدُّنيا وما وسعتْ ... فالكيمياء على ذا الحكم تدبير
يا ابن الخلافة في البيتِ العتيق له ... نفعٌ جديدٌ على الإسلامِ محبور
يا شارعَ الأمر في جودٍ وعادله ... فجودهُ حاضرٌ والعدلُ محظور
يا من لتقواه في مسكِ الثنا عبقٌ ... مزاجه من بياض العرض كافور
خذها مدائح من حبر ومن حبرٍ ... كسوتني لكلا النوعين تحبير
عاملت حبّ عليٍّ والولاء بها ... فهي الدَّواوين فيها والمساطير
ما بعد دُرّ معانيها وصنعته ... برسمِ جودك عند الفكرِ مدخور
إذا سرت من دمشق الواردون بها ... لكلّ مصرٍ فأحداقُ العدى عور
ضمنت قلبي الوفا مع حسنها فوفى ... مع أنَّه ضامنٌ بالصدّ مكسور
ماذا ترى في نظامِي لو عطفت فذا ... نظمِي وفكري من الأعراض مذعور
لا زلت ما سارت الرُّكبان ممتدحاً ... لعمره وبيوت الشعر تعمير
وقال في أخيه شهاب الدين بن فضل الله
الطويل
تجلَّى فقلت البدر والليل شعره ... وماسَ فقلت الغصن والحلي زهره
وأفصح عن ألفاظه وابتسامه ... فأعجبني نظم الجمان ونثره