للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تباركَ من أردَى ضلالاً برحمةٍ ... وزيَّن آفاق المعالي بنجمها

إمامٌ إذا عاينت سنة وجهه ... حكمت على تلك الفخار بعلمها

تهلَّل إذ طارحته بمدائحِي ... تهلّل وسميِّ البروق بوسمها

حفيٌّ بطلاَّب الفضائل والندى ... فلله ما حيّ عيّها بعدَ عدمها

وفاصل أحكام القضاء بفطنةٍ ... كأن سرار الشهب من فتح فهمها

إذا اخْتصمَ الأقوام ضاءَ بفكرةٍ ... يقول ضياء الصبح لست بخصمها

ولا عيبَ فيه غير إسراف أنعمٍ ... ترى عزمها في الجودِ غاية غنمها

يجانس بالفتوى الفتوَّة جائداً ... ويعرب عن فصل الأمور بحزمها

إذا زعماء القوم همَّت بشأوهِ ... فقد طلبت شأو النجوم بزعمها

فديناه ندباً زادَ في شأو بيته ... إذا نقصت ذات البيوت بجرمها

وقاضي قضاة تعرب الخلق مدحه ... فتعجز حتَّى عربها مثل عجمها

فيمدحه حتَّى النسيم بعرفه ... وتصغي له حتَّى الجبال بصمّها

له همَّة إن شئت غالية الثنا ... فشمها وإن شئت الفخار فشمّها

على حين مسودُّ المفارق حالك ... فكيف إذا ضاءَ المشيب بفحمها

وأقلام رشدٍ يتبع الرشد خطّها ... ويعمل أنواع الثناء برسمها

يقيم على العادين حدًّا بحدِّها ... ويهدي إلى العافين عزًّا بعزمها

وتكتب في حالي نداها وسطوها ... بدرياقها طوراً وطوراً بسمِّها

مسدَّدة المرمى مقسَّمة الحيا ... فلا زالَ للإسلام وافر سهمها

بكفِّ كريمٍ يملأ العلم والقرى ... لديه قلوب الطالبين بشحمها

فتى الدِّين والدُّنيا ينير ظلامها ... بكوكبها العالي ويلوي بظلمها

سليل عماد الدِّين إنك بعده ... مصاعد ما همَّ الزمان بلثمها

تطوف بمغناه وفود مقاصد ... محمّلة جدوى يديه لهمِّها

لتمكين رَجواها وتأمين رَوْعها ... وتأثيل نعماها وتفريج غمّها

فما الشهد أحلى من صنائع فضله ... ولا المسك أذكى من تضوع كتمها

وما روضة بالحزنِ مخضلَّة الربى ... مكاثرة زهر النجوم بنجمها

<<  <   >  >>