للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سعيد بن المسيب: إنك لتسأل مسألة رجل كأنه قد تبحَّر ما

هاهنا قبل اليوم. وفي رواية عن ميمون قلت: إني أُسألُ هناك -يعني

بالجزيرة. وقال عطاء بن مسلم عن جعفر بن برقان، وفرات بن سلمان

قالا: كان عمر بن عبد العزيز إذا نظر إلى ميمون بن مهران قال: إذا

ذهب هذا وضربه صار الناس من بعده رجاجًا- وفي رواية: صاروا بعده

رجراجه -وقال سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال: كانوا

هؤلاء الأربعة علماء الناس في زمن هشام: ميمون بن مهران، والحسن

[و] (١) مكحول، والزهري، ويروى أن عبد الملك بن مروان سأل من

فقيه الجزيرة؟ فقيل: ميمون بن مهران. وقال أبو المليح: ما رأيت أحدًا

أفضل من ميمون بن مهران، وروى أبو المليح عن ميمون قال: لا تسبوا

أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ولا تُجالسوا أهل القدر، ولا تعلَّموا النجوم.

وعن ميمون قال لي ابن عباس: لا تشتم السلف، وادخل الجنة بسلام.

وقال أبو المليح عن ميمون قال: رجلان لا تعظهما، ليس: ينفع رجل

قد لهج بكسب خبيث، وصاحب هوى قد استغرق فيه. وقال يعلى بن

عبيد عن هارون البربري قال: كتب ميمون بن مهران إلى عمر بن عبد

العزيز: إني شيخ كبير رقيق كلفتني أن أقضي بين الناس، وكان على

خراج الجزيرة وقضائها فكتب إليه: إني لم أكلفك ما يعنتك، أجب

الطيب من الخراج، واقض ما استبان لك، فإذا لُبس عليك شيء فارفعه

إليّ، فإن الناس لو كانوا إذا كبر عليهم أمر تركوه، لم يقم دين ولا دنيا.

قال أبو الحسن الميموني: حدثني أبي، عن عمه عمرو بن ميمون،

سمعت أبي يقول: وددت أن إصبعي (٢) قُطعت من هاهنا، وأني لم أَل

لعُمر ولا لغيره. وقال يونس بن عبيد عن ميمون بن مهران قال: التودد

إلى الناس نصف العقل، وحسن المسألة نصف الفقه، ورفقك في


(١) في "الأصل": بني. والمثبت من "خ، هـ" والتهذيب (٢٩/ ٢١٥).
(٢) زاد في "الأصل، هـ": لو.

<<  <  ج: ص:  >  >>