ثمَّ قال الخطيب:"ومن آخر ما صنَّف كتاب "الهداية إلى علم السنن" قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه، يذكر حديثًا، ويترجم له، ثمَّ يذكر من يتفرد بذلك الحديث، ومن مفاريد أي بلد هو، ثمَّ يذكر تاريخ كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته، وموته، وكنيته، وقبيلته، وفضله، وتيقظه، ثمَّ يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه، والحكمة.
وإن عارضه خبر آخر ذكره، وجمع بينهما، وإن تضاد لفظه في خبر آخر لطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه، والحديث معًا، وهذا أنبل كتبه، وأعزها.
سألتُ مسعود بن ناصر؟ فقلت له: أكل هذه الكتب موجودة عندكم، ومقدور عليها ببلادكم؟ فقال: لا. إنما يوجد منها الشيء اليسير، والنزر الحقير. قال: وقد كان أبو حاتم بن حِبَّان سبل كتبه،