والسُّبكيُّ فيقول كما في "الطبقات" (٣/ ١٣٢): "انظُر ما أجهل هذا الجارح، وليتَ شعري، من المجروح، مثبت الحد لله أو نافيه؟! ".
وأما إمام الاعتدال الذّهبِيُّ فيردُّ على كلا القولين، ويقول كما في "ميزان الاعتدال" (٣/ ٥٠٧): "إنكاره الحد، وإثباتكم للحد نوع من فضول الكلام، والسكوت عن الطرفين أولى، إذ لم يأت نص بنفي ذلك ولا إثباته … إلى أن قال: فمن نزه الله وسكت، سلم وتابع السلف".
وقال أيضًا كما في "سير أعلام النبلاء" (١٦/ ٩٧): "إنكاركم عليه بدعة أيضًا، والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله، ولا أتى نص بإثبات ذلك ولا بنفيه، و"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، وتعالى الله أن يُحدَّ أو يوصف إِلَّا بما وصف به نفسه، أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد الله بلا مثل ولا كيف، "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" ا هـ.
وفوق اتهامه بالبدعة والزندقة، ذكره بعضهم في الكذَّابين، مع أنَّه هو الذي قام بكشف أحوال الضعفاء والمجروحين، وبين شروط الثقات والمعدَّلين، لكن يبيد لفضله وتقدمه كما قال تلميذه الحاكم، وبعض هؤلاء الحاسدين المُتَّهمين كان من كبار الحفاظ، مثل أبي