بالبراهين الواضحة التي ذكرتها في كتاب "الفصل بين النقلة"، لم أذكره في هذا الكتاب، لكني أدخلته في كتاب "الضعفاء بالعلل"؛ لأنَّه لا يجوز الاحتجاج بخبره.
فكل ما ذكرته في كتابي هذا إذا تعرى خبره عن الخصال الخمس التي ذكرتها؛ فهو عدلٌ يجوز الاحتجاج بخبره؛ لأنَّ العدل من لم يُعرف منه الجرح، إذ الجرح ضد التعديل، فمن لم يُعلم بجرح، فهو عدل، إذ لم يبين ضده، إذ لم يُكلف الناس من الناس معرفة ما غاب عنهم، وإنما كلفوا الحكم بالظاهر من الأشياء غير المغيب عنهم. . .". اهـ.
وقال ﵀ في مقدمة كتابه "المجروحين" (١/ ٨): "وأقل ما يثبت به خبر الخاصة حتى تقوم به الحجة على أهل العلم، هو خبر الواحد الثقة في دينه، المعروف بالصدق في حديثه، العاقل بما يُحدِّث به، العالم بما يحيل معاني الحديث من اللفظ، المتعري عن التدليس في سماع ما يروى عن الواحد مثله في الأحوال بالسن وصفتها، حتى ينتهى ذلك إلى رسول الله ﷺ سماعًا متصلًا" اهـ.