ومعمولة مما عملت يداه على أنه كان ﵀ من أصلب أهل زمانة في السنة وأنصرهم لها وأذبهم لحريمها، وأقمعهم لمن خالفها، وكان مع ذلك يضع الحديث ويقلبه، فلم يمنعنا ما علمنا من صلابته في السنة ونصرته لها أن نسكت عنه، إذ الدين لا يوجب إلا إظهار مثله فيمن وجد، ولو جئنا إلى شيء يكذب فسرناه عليه لصلابته في السنة، فإنَّ ذلك ذريعة إلى أن يوثق مثله من أهل الرأي والدين لا يوجب إلا قول الحق فيمن يجب سواء كان سنيًّا أو انتحل مذهبًا غير السنة إذا تأمل هذه الأحاديث استدل بها على ما رواها ما لم نذكرها ولم يشك أنها من عمله - ونسأل الله ﷿ إسبال الستر بمنه -".
وقال ابن عَدِيّ في "الكامل" (١/ ٢٠٦): "رأيته بمرو وحدَّث بأحاديث مناكير، وسمعت محمد بن عبد الرحمن الدغولِيَّ يقول أنا أكبر من أبي بشر بعشر سنين، وليس عندي عن ابن قهزاد، وهو يحدِّث عنه ورأيت الدغولِيَّ ينسبه إلى الكذب، وقد حدَّث بغير حديث أنكرت عليه منها كان يحدِّث عن أمراء خُراسان إسماعيل بن أحمد، وأخوه نصر بن أحمد، وخالد بن أحمد بن خالد بن حماد والى بُخَارى، يُشبه على الناس أنهم حدَّثوه، بما يروي عنهم، وقد حدَّث عن خالد بن أحمد أمير بخارى، عن أبيه، عن سعيد بن سلم، عن ابن جريج، عن حماد بن سلمة، عن أبي العشراء، عن أبيه، أن النَّبيَّ ﷺ سُئِلَ أما تكون الذكاة إلا في الحلق أو اللبة؟ قال:"لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك".