وكان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث فغاب القارئ عنه يومًا، فقال: هاتوا من يقرأ، فقمتُ فقلتُ أنا، فقال: اجلس، ثمَّ قال في الثانية: من يقرأ، قلتُ: أنا، فقال: اجلس وزبرني، إلى أن قال الثالثة، فقلتُ: أنا، فقال: كالمغضب هات، فقرأتُ ذلك المجلس وهو ذا يتأمل ويجهد أن يأخذ علي شيئًا في النَّحو واللغة فلم يقدر عليه فلما فرغت، قال لي: يا فتى ما اسمك؟ قلتُ: الحسن، قال: ما كنيتك، قلتُ: لم أبلغ رتبة الكنية، فاستحسن قولي، قال: كنيتك أبا العباس … فكان الحسن بن سفيان يفتخر أنَّ علي ابن حُجر كنَّاه".
قال أبو بكر محمد بن جعفر البشتيُّ كما في "تاريخ دمشق" (١٣/ ١٠٢): "سمعت الحسن بن سفيان، يقول: لولا اشتغالي بحبّان بن موسى، وسماع مصنَّفات ابن المبارك منه، لجئتكم بأبي الوليد الطَّيَالِسِيِّ، وسليمان بن حرب".
قال الذَّهَبِيُّ في "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٧٠٤) "يعني أنه تعوق بكتب ابن المبارك على حِبَّان".
وقال في "السير" (١٤/ ١٥٨): "يعني أنه تعوق بإكبابه على تصانيف ابن المبارك عند حِبَّان … ".
(قلتُ): وهذا يدل على اختصاصه، وملازمته لحِبَّان بن إسحاق، لا سيما ما كان من روايته عنه، عن ابن المبارك.