أحدهما مبلغ علمي من غير محاباة، فلعلَّ من قبَّح أمره، أو حسَّنه تحامل عليه، أو مال إليه.
وذاكرٌ لكل رجل منهم مما رواه ما يضعف من أجله، أو يلحقه بروايته له اسم الضعف؛ لحاجة الناس إليها، لأقرِّبه على الناظر فيه.
وصنفته على حروف المعجم ليكون أسهل على من طلب راويًا منهم، ولا يبقى من الرواة الذين لم أذكرهم إلا من هو ثقة أو صدوق وإن كان ينسب إلى هوًى وهو فيه متأول … ".
(قلتُ): فهذا النص يُفيد أنَّ الرواة الذين سكت عنهم، ولم يترجم لهم في "الكامل"، هم مقبولون عنده، ولكن يُحذر من التوسع في هذه القاعدة، فليس كل راوٍ لم أقف فيه على ترجمة، ولم يذكره ابن عدي في "الكامل" أجزم بأنَّه مقبول عنده، ولكن لا بد من قيام قرينة تدل على أن ابن عدي يعرفه، كأن يكون من شيوخه مثلًا - وهم أولى الرواة بهذه القاعدة -، أو أن يكون جُرجانيًّا من أقرانه، أو من طبقة شيوخه، الذين نظن أنه ما علم من حالهم إلا الخير، ثمَّ إنَّ هذا القبول يعد ضمنيًّا، فإذا عُورض بجرح مفسر رُدَّ، ولا يقولنَّ أحد إنَّ ابن عدي ﵀ له معجم لشيوخه مفقود، فلربما أرجأ الكلام عن بيان حال شيوخه فيه، فإنَّ هذا الكلام خطأ من وجهين:
الأول: أنَّ هذا الكتاب شمل كل من علم فيه ابن عدي جرحًا سواء كان من شيوخه، أو لا، وهذا بنص ابن عدي نفسه حيث