ابن حيَّان، وأبو نعيم في كتابيهما في "تاريخ علماء أصبهان والواردين عليها" أبا بكر بن أبي داود وأثنيا عليه ولم يتعرضا في ترجمته للقصة، لكن ذكراها في ترجمة محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص فقال أبو الشيخ:"كان ورد أصبهان أبو بكر بن أبي داود السجستانيّ، وكان من العلماء الكبار فكان يجتمع معه حفَّاظ أهل البلد وعلماؤهم فجرى منهم يومًا ذكر علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فقال ابن أبي داود: إنَّ الناصبة يروون عليه أنَّ أظفاره حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة. فنسبوا الحكاية إليه، وألغوا ذكر النَّاصبة، وألْبوا عليه جعفر بن شريك وأولاده … ".
وساق أبو نعيم القصة بأتمّ من ذلك فقال: "محمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص الهمذانيّ … وهو الذي عمل وسعى في خلاص عبد الله بن أبي داود لما أمر أبو ليلى الحارث بن عبد العزيز بضرب عنقه، لمَّا تقوَّلوا عليه، وكان ﵀ احتسب أمر عبد الله بن أبي داود السّجستانيّ لما امتُحن، وتشمر في استنقاذه من القتل، وذلك أنَّ أبا بكر بن أبي داود قدم أصبهان وكان من المتبحرين في العلم والحفظ والذكاء والفهم، فحسده جماعة من الناس، وأجرى يومًا في مذاكرته ما قالت النَّاصبة في أمير المؤمنين علي ﵁، فإنَّ الخوارج والنواصب نسبوه إلى أنَّ أظافيره قد حفيت من كثرة تسلقه على أم سلمة زوج النبي ﷺ. ونسبوا الحكاية إليه وتقوَّلوا عليه، وحرَّضوا عليه جعفر بن محمد بن شريك وأقاموا بعض العلوية خصمًا له، فأحضر مجلس