للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز وأقاموا عليه الشهادة فيما ذكر محمد بن يحيى بن منده، وأحمد بن علي بن الجارود، ومحمد بن العباس الأخرم، فأمر الوالي أبو ليلى بضرب عُنقه، واتصل الخبر بمحمد بن عبد الله بن الحسن فحضر الوالي أبا ليلى، وجرَّح الشهود فنسب محمد بن يحيى إلى العقوق وأنه كان عاقًّا لوالده، ونسب ابن الجارود إلى أنه مُربي يأكل الربا ويؤكل الناس، ونسب الأخرم إلى أنه مفتري غير صدوق، وأخذ بيد عبد الله بن أبي داود فأخرجه وخلَّصه من القتل، فكان عبد الله بن أبي داود يدعوا لمحمد بن عبد الله طول حياته، ويدعوا على الذين شهدوا عليه فاستجيب له فيهم وأصابت كل واحد منهم دعوته، فمنهم من احترف، ومنهم من خلط وفقد عقله".

فهذان حافظان جليلان من أهل البلد الذي جرت القضية فيه، وهما أعرف بالقصة والشهود. وبعد أن قضى الحاكم ببراءة ابن أبي داود فلم يبق وجه للطعن فيه بما برأه منه الحاكم، وقد شهد ثلاثة خير من هؤلاء على المغيرة بن شعبة، وتلكأ الرابع فحدَّ الصحابة الشهود ونجا المغيرة، ثمَّ اتفق أهل السنة على أنَّه ليس لأحد أن يطعن في المغيرة بما برأه منه الحاكم. فإن كان أهل العلم بعد ذلك عدلوا الثلاثة الذين شهدوا على ابن أبي داود فليس في ذلك ما ينفي أن يكونوا كانوا حين الشهادة مجروحين بما جرحوا به في مجلس الحكم. بل يقال: تابوا مما جرحوا به فلذلك عدَّلهم أهل العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>