وكان من أعيان الشّعراء ومحاسن الظرفاء لَسِنًا مطبوعًا في الهجاء، لم يسلم منه أمير، ولا وزير، ولا صغير، ولا كبير، وهجا أباه، وإخوته، وسائر أهل بيته، فمن قوله في أبيه:
هبك عمرت عمر عشرين نسرا … أترى أنني أموت وتبقى
فلئن عشت بعد موتك يوما … لأشقن جيب مالك شقا
وترجم له الكتبيُّ في "فوات الوفيات"(٣/ ٩٢) وقال: "أحد الشعراء، ابن أخت ابن حمدون النديم، وله هجاءٌ خبيثٌ، استفرغ شعره في هجاء والده، وهجا جماعة من الوزراء كالقاسم بن عبيد الله وأبي جعفر بن الزَّيَّات … وهو من بيت كتابة، وله من الكتب كتاب "أخبار عمر بن أبي ربيعة"، وكتاب "المعاقرين"، وكتاب "مناقضات الشعراء"، وكتاب "أخبار الأحوص"، و "ديوان رسائله".
(قلتُ): وقد ترجم له ابن خلِّكان في "وَفَيات الأعيان" كما مر، فلا يَحْسُن استدراكه عليه.
قال ياقوت الحموي في "معجم الأدباء" (٤/ ٢٢٧، و ٢٢٨) ط. العلمية: "أمه أخت أحمد بن حمدون بن إسماعيل النديم لأبيه وأمه. وقال المرزباني: أمه بنت النديم، وله مع خاله أبي عبد الله حمدون أخبار. وكان حسن البديهة شاعرًا ماضيًا أديبًا لا يسلم من لسانه أحد، وهو معدودٌ في العَقَقَة، وكان يصنع الشعر في الرؤساء،