قياس ما نجِدُه من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي. وهي من البلاد الحارة المِزاج، وهي كبيرة، ويقال لناحيتها اليوم كرم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أنَّ الخراب فيها ظاهرٌ، وسُئل عنها بعض الفضلاءِ فقال هي كتثنيتها يعني بُستان، وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء".
"وهذه المدينة كانت تعد من أعمال سِجستان، من أجل البلاد الجبلية شرق سِجستان، وتقع على الضفة اليسرى للنهر الكبير هيلمند، إلى الجنوب من الموقع الذي يتصل بنهر أرغنداب، فهي ذات موقع حسن جدًّا، لكونها في الزاوية التي بين هذين النَّهرين في البقعة التي يصبح فيها النهر صالحًا للملاحه، وحيث تلتقي الطرق الآتية من زرنج وهراة لتعبر نهر هيلمند على جسر من السفن، ثمَّ تتابع سيرها إلى بلوخستان والهند، مما جعلها مركزًا تجاريًا إلى بلاد الهند.
وهذه المدينة تقع اليوم ضمن دولة أفغانستان الإسلامية، ولا تزال كثير من أطلالها القديمة شاهدة على ما كان لهذه المدينة من حضارة عامرة.
وبها نشأ، وكذا أبوه، وربما أجداده، وليس هناك من النصوص ما يلقي الضوء على هذه الفترة التي قضاها في مسقط رأسه".