للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومنهم من اهتم برجال مسلم وحده كـ"رجال صحيح مسلم" لابن منجويه وغيره، ومنهم من جمع بين رجال الصحيحين كـ"المدخل لمعرفة رجال الصحيحين" لأبي عبد الله الحاكم، ومنهم من جمع رجال الكتب الستة في مصنَّفٍ مستقل، وعلى رأسهم عبد الغني المقدسي صاحب كتاب "الكمال"، الذي هذَّبه المزيّ في كتابه الماتع الموسوم بـ "تهذيب الكمال"، ثمَّ جاء بعد المزي من اختصر كتابه، أو هذبه، أو استدرك عليه، أو غير ذلك، كما هو معلومٌ لأهل هذا الشأن.

ثمَّ إنَّ هناك كتبًا في السنة لا تقل أهمية عن تلك الكتب الستة، لعلو شأن مؤلفيها، ومنهجهم فيها، إذ اشترطوا الصحة، وإن لم يوفوا بذلك، وأخُص بالذكر صحيحي ابن خُزيمة وتلميذه ابن حِبَّان، لما حوياه من أحاديث الغالب عليها الاستقامة، ومع هذا كله فلا تكاد تجد شارحًا لها ولا مختصِرًا، ولا معارضًا لها ولا منتصِرًا، ولا مهذبًا لها ولا مستدركًا عليها، ولا مهتمًّا برجالها توثيقًا وتضعيفًا، والناظر في شيوخ ابن حِبَّان مثلًا يجد منهم من له ترجمة في كتب قريبة معروفة سهل تناولها كأن يترجم له الذَّهَبيُّ في "تاريخ الإسلام" أو "سير أعلام النبلاء" مثلًا، ومنهم من لا تجد لهم ترجمة إلا في كتاب بعيد لا يعرفه إلا أهل التخصص، كـ "بغية الطلب في تاريخ حلب" لابن العَدِيم، و"التدوين في أخبار قزوين" للرَّافعيِّ، ونحو ذلك، ومنهم من لا تجد له ترجمة مستقلة، وإنما فيه توثيق أو تضعيف ضمن ترجمة أخرى، أو في إسناد من أسانيد أحد الكتب - أي في غير المظنة -،

<<  <  ج: ص:  >  >>