للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استطاع رجل من أهل سِجستان، ذو جرأة نادرة، وشجاعة فائقة، كان في أول أمره نحَّاسًا، هو يعقوب بن الليث الصفَّار، استطاع أن يغلب على إقليم سِجستان سنة ٢٥٤ هـ، ثمَّ سار ليبسط سيطرته على هراة، وبوشنج، وكِرمان، والسِّند، وفارس، وبلخ، مبتدئًا عهد الدَّولة الصفارية، ويموت يعقوب سنة ٢٦٥ هـ ليخلفه أخوه عمر الذي أظهر الطاعة للخليفة العباسيِّ، فولاه على ولايات سِجستان، وخُراسان، وفارس، وأصفهان، وكرمان، والسِّند، غير أنَّ تزايد سطوته أثارت قلق الخليفة وتوجسه، فوجه إليه جيشًا بقيادة إسماعيل بن أحمد السامانيّ، فيقع عمر أسيرًا في بلخ سنة ٢٨٧ هـ، ثمَّ يموت سنة ٢٨٩ هـ، وتتقلص بذلك سيطرة الصفاريين عن تلك الولايات الواسعة، لتقع في قبضة السامانيين الذين أبقوا لبني الصفَّار حكم إقليم سِجستان في ظل سيادتهم وتحت سيطرتهم، ويستمر حكم الدَّولة السامانية حتى سنة ٣٨٩ هـ، حيث وافاها ما تلاقيه الدول، حين دهمت خيول الغزنويين بلاد السامانيين، فأسقطت حكمهم، وأنهت سيطرتهم، لتبدأ أيام الدولة الغزنوية".

"في هذه الحقبة من الزمن (أعني عهدي الصفاريين والسامانيين) عاش ابن حِبَّان، فقد ولد في عشر الثمانين ومئتين للهجرة، ولم يذكر أحد سنة ولادته تحديدًا، لكنهم اتفقوا على أنه توفي سنة ٣٥٤ هـ في عشر الثمانين".

<<  <  ج: ص:  >  >>