للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلماذا نورط أنفسنا في هذا الخطر.

فالأسلم أن نعتقد ونؤمن بكل ما ورد في الشرع بلا تعطيل ولا تكييف كطريقة السلف.

هذا هو رأي الصالحين الأوائل وهو نفسه طريقة أهل التوحيد والسنة المخلصين وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأتباعه أيضا يعتقدون هذا.

" ... وبالجملة فعقيدتنا في جميع الصفات الثابتة في الكتاب والسنة عقيدة أهل السنة والجماعة، نؤمن بها ونقرها كما جاءت مع إثبات حقائقها، وما دلت عليه من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تعطيل ولا تبديل ولا تأويل "١.

ومذهب السلف في باب الصفات مشهور ومعروف، فحسبنا أن نقول: إن شيخ الإسلام كان يعتقد عقيدة السلف.

ولم يبتل أحد في هذا الصدد بعد القرون الأولى مثل الإمام ابن تيمية (م سنة ٧٢٨هـ) ، فإن أفكار الأشاعرة والمتكلمين كانت قد استولت على الأدمغة، وتأصلت في الأذهان إلى حد أن الناس كانوا ينظرون إلى طريق الحق أنه طريقة الجهال وناقصي العقول.

وعلى كل حال فقد كان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب متمسكا بمذهب السلف بكل قوة، كما كان الإمام ابن تيمية رحمه الله.

وللتفصيل في هذه المسألة يرجع إلى كتاب جلاء العينين في محاكمة الأحمدين للألوسي، فقد أتى المصنف الفاضل بخلاصة المسألة كلها. وقد ذكر نصوصا من مؤلفات ابن تيمية وابن الجوزي (م سنة ٦٤٤هـ) والشيخ عبد القادر الجيلاني (م سنة ٥٦٥هـ) والإمام أبي الحسن الأشعري (م سنة ٣٣٤) .

التوحيد ومستلزماته:

لقد اهتم الشيخ اهتماما بالغا في جميع كتبه ورسائله بالتوحيد، بل الأولى أن يقال إن كتبه كلها ليس فيها إلا التوحيد٢، فكانت دعوته دعوة التوحيد وكان شعاره "لا إله إلا


١ الهدية السنية: ٩٩.
٢ هذا على سبيل المبالغة, فلا شك أن الشيخ يهتم بتصحيح العقائد أكثر من أي شيء آخر، ولكن مع ذلك فله مؤلفات عظيمة في الفقه والسيرة والحديث وغيرها" (المترجم) .

<<  <   >  >>