للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"مخدوم منهجن" وغير ذلك. فهذا كله ليس منزها عن شوائب الشرك١.فإن جانب العبادة ظاهر في هذا النداء، وإن كنا لا نبحث عن نية الداعي أو منزلة المدعو، فمن الممكن جدا أن لا يقصد الداعي العبادة أو الإشراك، ولكن العبد إذا نادى مخلوقا آخر في المصيبة، وطلب منه دفعها أو جلب منفعة فهذا يخالف التوحيد تمام المخالفة.

وإن دينا كاملا كدين الإسلام لا يوجد فيه أي مجال لمثل هذا.

فالذي يذكر غير الله في المصائب لا يخلو من حالتين:

١. إما أنه جاهل لا يعرف التعاليم الصحيحة من الكتاب والسنة، فأتباع شيخ الإسلام يحاولون أن يوضحوا له الطريق الصحيح ويأمرونه بأن يجتنب هذه الأمور في المستقبل.

٢. فإن كان أحد يدعو غير الله لدفع الضرر أو جلب الخير بعد ما عرف الأحكام الشرعية، فإنهم يعتبرونه مشركا ولا يرضون بأي مجاملة أو مجاراة مع هؤلاء. ويحتجون بقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} ٢.

٢- الاستغاثة:

أي طلب الغوث من غير الله فحكمه حكم دعاء غير الله.

يقول أبو يزيد البسطامي": استغاثة المخلوق بالمخلوق كاستغاثة المسجون بالمسجون٣.،" وروى


١ ليس قصده أن هذا ليس من الشرك الذي وقع فيه من وقع، وإنما مقصوده أن يتنزل مع هؤلاء في اعتقادهم ويدل على هذا آخر كلامه "فهذا يخالف التوحيد تمام المخالفة"، فإذا كان يخالف التوحيد تمام المخالفة فهو شرك صراحة". (المترجم) .
٢ سورة فاطر آية: ١٣-١٤.
٣ جلاء العينين ص: ٢١٢.

<<  <   >  >>