للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم نجد حجة قاطعة تدلنا على أول من نادى بهذا الاسم، ولكن الظاهران المخالفين اتهموهم بهذه التسمية في حياة شيخ الإسلام نفسه. وهذا هو رأي مرغليوث١. ومع أنه ليس حجة في هذا الباب إلا أن هناك قرائن أخرى تؤيد هذا٢.

وقد ورد هذا اللفظ في قصيدة للملا عمران بن رضوان والغالب أنه أحد معاصري شيخ الإسلام٣ فقد قال:

إن كان تابع أحمد متوهبا ... فأنا المقر بأنني وهابي٤

ومعاصر مصري آخر قد ذهب إلى هذا الرأي، وأن الأعداء كانوا قد بدءوا في استعمال هذا اللقب في أيام الحروب الأولى٥.

ولكن "ني بور" المعاصر الأوروبي لشيخ الإسلام لم يستعمل اصطلاح الوهابية أصلا٦. فيظهر من هذا أن اصطلاح الوهابية لم يكن معروفا إلى ذلك الوقت (١٧٦٤م) . ولكنه يسمي دعوة الشيخ بدين جديد (New Religion) مع أنه في النهاية يعبر عن "مذهب عبد الوهاب الجديد" بالمحمدية٧، وبعد مدة قصيرة من وفاة شيخ الإسلام نجد سائحين آخرين يتكلمان في الحركة النجدية ودعوتها وهما: "علي بيك


١ مقالة "الوهابية".
٢ وهو الذي استظهره داؤد البغدادي (م سنة ١٢٩٩ هـ / ١٨٨٢ م) في كتابه صلح الإخوان. ينظر (ص: ٢١٩ notes on mahammedanism) .
٣ مع الأسف لم نتمكن من معرفة عصره بالتحديد مع محاولة تامة وبعض القرائن الأخرى تدل أنه لم يكن معاصرا لشيخ الإسلام.
٤ الهدية السنية: ١١٠.
٥ محمد حامد الفقي: ٥ , ٦.
٦ وهو السائح الأوربي الأول الذي ورد البلاد العربية. يراجع باب المراجع.
٧ المجلد الثاني: ١٣٣- ١٣٥.

<<  <   >  >>