للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

"وأما ما يكذب علينا سترا للحق بأنا نفسر القرآن برأينا ونأخذ من الحديث ما وافق فهمنا..... وأنا نضع من رتبة نبينا صلى الله عليه وسلم بقولنا: النبي رمة في قبره، وعصا أحدنا أنفع منه، وليس له شفاعة، وأن زيارته غير مندوبة.... وأنا مجسمة وأنا نكفر الناس على الإطلاق.... فجميع هذه الخرافات وأشباهها.... كان جوابنا في كل مسألة من ذلك سبحانك هذا بهتان عظيم١.

هدم القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم:

ومما افتراه الأعداء من التهم المكذوبة أن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود (سنة ١٢١٨هـ / سنة ١٢٢٩هـ / ١٨١٤م) كان هدم القبة المبنية على القبر النبوي.

والغريب أن المؤرخين الأوربيين يتلذذون بذكر هذه الأسطورة الباطلة. فنرى ستودارد "حاضر ١: ٦٤" وهيوجز "ذكشنري أوف إسلام: ٦٦٠" وزويمر "ص: ١٩٥" وبلنت "مستقبل الإسلام ص: ٤٥" ومرغليوث "دائرة معارف الأديان والأخلاق ٢: ٦٦١" وجماعة أخرى غيرهم يرددون هذه التهمة المكذوبة بكل مناسبة وبدون مناسبة مع أنها باطلة أصلا ومفتراة قطعا.

فأهل نجد مهما كانت آراؤهم في بنائها٢ إلا أنهم لم يلقوا نظرة سوء على قبر الرسول في يوم من الأيام، فنجدهم يفرحون بذكر هدم القباب الأخرى وتوزيع الأموال المخصصة لها وهم يعترفون بكل ما ينسب إليهم في هذا.

ولكن تهمة هدم القبة المبنية على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فرية محضة وأسطورة لا أساس لها، ولم يستطع برائجس الذي كان قد سكن بغداد والبصرة أيام ازدهار أهل نجد أن يصدق هذه الافتراءات إلا أنه لم يمتنع من اتهام أهل نجد في نيتهم فقال: "لقد أراد -يعني سعود بن عبد العزيز- أن يهدم القبة إلا أنه لم يتمكن من ذلك؛


١ الهدية السنية ص: ٤٦.
٢ لقد اكتفى برك هارت شيخ برائجس وأستاذه "وأحيانا يأخذ منه برائجس حرفيا" بقوله: "إنه حاول هدم القبة العليا في المقبرة أيضا" (destroy) ج ٢ ص: ١٩٩، ولعل برائجس أراد التحشية عليه، ولكن هذا الخبر من برك هارت غلط يقينا؛ فإنه بنفسه يقول بعد قليل: "إن القبر لم يصبه سوء" ٢/ ص: ١٠٩ , ١١٠.

<<  <   >  >>