للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ستة دولارات، ووقعت أكوام من الجثث أمام محمد علي وضعفت قوة الوهابيين، وكان الخطأ الذي ارتكبوه هو أنهم خرجوا من الجبال إلى ميادين مفتوحة، على حين كان سعود قد أوصاهم أن لا يقاوموا المصريين والأتراك في ميادين منفتحة"١.

وارتكب محمد علي بعد معركة بسل مظالم مخزية جدا. وبركهارت الذي كان قد شهد المعركة بعينه يذمها أشد الذم، ومن أهونها أن جثث القتلى الوهابيين كانت قد تركت للكلاب٢.

وتقدم محمد علي واستولى على تربة أيضا٣. ثم وصل إلى عسير وأخضع القبائل المجاورة، ثم رجع إلى مكة مارا بالقنفذة. واضطر إلى أن يسافر إلى مصر لحاجة طارئة٤. ولم يكد يبلغ محمد علي في عودته إلى تهامة بعد فراغه من حرب عسير حتى بدأ ابنه يعد العدة في المدينة للهجوم على نجد، وتقدم فاستولى على بعض المدن المشهورة في القصيم كالرس وغيرها، إلا أن الفرق النجدية قد نجحت في قطع مواصلاته من المدينة فلم يبلغ إليه شيء من أخبار أبيه الذي كان قد سافر إلى مصر في ذلك الوقت، ووصل إلى الجيزة في مصر في ١٥ رجب سنة ١٢٣٠هـ ٢٣ يونيو ١٨١٥م.٥ وتقدم عبد الله بن سعود فحاصر المصريين حصارا كاملا وبقوا شهرين في هذا المأزق فاضطروا إلى أن يتفاوضوا للصلح. واليكم قصة هذا الصلح بلسان ابن بشر وغيره من المؤرخين.


١ بركهارت: ٣١٧ , ٣١٨.
٢ بركهارت: ٣٢٣ وبرائجس: ٩٢.
٣ ٣ صفر سنة, ١٢٣٠ هـ (١٥ يناير سنة ١٨١٥ م) وهذه رواية ماردتمان، أما ابن بشر فلم يحدد التاريخ. ويذكر الجبرتي (٤: ٢١٨) أن أخبار فتح تربة وصلت إلى مصر في ٩ ربيع الأول ١٢٣٠ هـ. وذكر بركهارت أن محمد علي قد خرج من مكة في ٢٦ محرم ١٢٣٠ هـ (٧ يناير سنة ١٨١٥ م) .
٤ عنوان المجد ١: ١٨١.
٥ الجبرتي ٤: ٢٢٠ ويذكر بركهارت: ٣٤٩ أن محمد علي وصل إلى مصر في ٢٥ يونيو سنة ١٨١٥ م

<<  <   >  >>