للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هريرة قال: "تخرج نار من قبل المشرق، ونار أخرى من قبل المغرب تحشران الناس بين أيديهم القردة، يسيران بالنهار، ويكتمان بالليل حتى يجتمعا بجسر منبج.

وهذا كله يدل عَلَى أن الشام هي أرض المحشر والمنشر وأن الناس كلهم يجتمعون إليها في آخر الزمان، ولذلك تسمى أرض الشام: أرض المحشر.

وفي "المسند" (١) عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كيف أنت إذا أخرجوك منه -يعني: مسجد المدينة-؟ فقلت: إذًا ألحق بالشام، فإن الشام أرض الهجرة وأرض المحشر، وأرض الأنبياء، فذكر الحديث.

وخرج الطبراني (٢) والحاكم (٣) وغيرهما من حديث أبي ذر عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه -يعني: بيت المقدس - ولنعم المصلى هو أرض المحشر والمنشر، وليأتين عَلَى الناس زمان، ولبسطة قوسه من حيث يرى منه بيت المقدس أفضل وخير من الدُّنْيَا جميعًا".

وخرج الإمام أحمد (٤) وأبو داود (٥) وابن ماجه (٦) من حديث ميمونة مولاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: "قلت: يا رسول الله، أفتنا في بيت المقدس؟ قال: أرض المحشر والمنشر ائتوه فصلوا فيه ... " وذكر الحديث.

وروى عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم "أن اليهود آتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم، إن كنت صادقًا أنك نبي فالحق الشام، فإن الشام أرض المحشر وأرض الأنبياء! فصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قالوا، فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله عليه آيات


(١) برقم (٦/ ٤٥٧).
(٢) في "الأوسط" برقم (٦٩٧٩)، ومسند الشاميين (٢٧١٤).
(٣) في "المستدرك" (٤/ ٥٠٩).
(٤) (٦/ ٤٦٣).
(٥) برقم (٤٥٨).
(٦) برقم (١٤٠٧).

<<  <   >  >>