للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقَالَ الأَثْرَمُ (١) عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ: "خَلْفٌ وَخَلَفٌ سَوَاءٌ" (٢).

ع: "الحَوْرُ: النُّقْصَانُ. وَالكَوْرُ (٣): الزِّيَادَةُ" (٤).

قَالَ أَبُو بَكْرٍ بْنُ الأَنْبَارِيِّ (٥): "مَعْنَاهُ عِنْدَ أَكْثَرِ اللُّغَوِيِّينَ: النُّقْصَانُ بَعْدَ الزِّيَادَةِ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ عِنْدَهُمْ مِنْ كُورِ العِمَامَةِ وَحَوْرِهَا: أَيْ نَعُوذُ بِكَ أَنْ تَتَغَيَّرَ أُمُورُنَا وَتَنْتَقِضَ كَتَنَقُّضِ العِمَامَةِ بَعْدَ كَوْرِهَا، وَهُوَ شَدُّهَا.

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: نَعُوذُ بِكَ مِنَ الرُّجُوعِ وَالخُرُوجِ عَنِ الجَمَاعَةِ بَعْدَ أَنْ كُنَّا فِي الكَوْرِ، وَهُوَ الاجْتِمَاعُ. يُقَالُ: كَارَ الرَّجُلُ عِمَامَتَهُ عَلَى رَأْسِهِ: إِذَا شَدَّهَا وَجَمَعَهَا. وَحَارَهَا: إِذَا نَقَضَهَا وَأَفْسَدَهَا.

وَأَهْلُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ: "مِنَ الْحَوْرِ بَعْدَ الكَوْنِ" (٦) بِالنُّونِ.

وَقَالُوا: هُوَ مِنْ قَوْلِ العَرَبِ: "حَارَ بَعْدَ مَا كَانَ" (٧): أَيْ كَانَ عَلَى حَالَةٍ جَمِيلَةٍ فَحَارَ عَنْهَا: أَيْ رَجَعَ.

وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: "نَعُوذُ بِكَ مِنَ الرُّجُوعِ وَالخُرُوجِ عَنِ الجَمَاعَةِ بَعْدَ الكَوْنِ عَلَى الاسْتِقَامَةِ" (٨).


(١) هو علي بن المغيرة، أبو الحسن الأثرم، صاحب النحو والغريب واللغة سمع أبا عبيدة والأصمعي (ت ٢٣٢ هـ). ترجمته في نزهة الألباء: ١٥٩؛ إنباه الرواة: ٢/ ٣١٩؛ بغية الوعاة: ٢/ ٢٠٦.
(٢) مجاز القرآن: ١/ ٢٣٢؛ النقائض: ١/ ٢٧٢.
(٣) أدب الكتّاب: ٣١٦.
(٤) الكلام في أمالي القالي: ٢/ ١٣٠؛ غريب الحديث للخطابي: ٢/ ٣٠٨. الأفعال للسرقسطي (جار). الفصول والغايات: ٢٤.
(٥) هو أبو بكر محمد بن القاسم بشار بن الأنباري النحوي الكوفي، أكثر حفظًا للغة كان زاهدًا متواضعًا (ت ٣٢٨ هـ). ترجمته في الفهرست: ١١٨؛ تاريخ بغداد: ٣/ ١٨١؛ نزهة الألباء: ٢٦٤؛ إنباه الرواة: ٣/ ٢٠١؛ بغية الوعاة: ١/ ٢١٢.
(٦) الحديث في صحيح مسلم: ٢/ ٩٧٩؛ باب الحج، سنن النسائي: ٨/ ٢٧٣؛ باب الاستخارة، سنن الترمذي: ٥/ ١٦١. باب الدعوات.
(٧) الصحاح، ل (حور).
(٨) ينظر: سنن الترمذي: ٥/ ١٦١؛ غريب الحديث لأبي عبيد: ١/ ٢٢٠؛ النهاية: ١/ ٤٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>