للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَنَمْنَمَ فِي صُحُفٍ كَالرِّيَ … اطِ فِيهِنَّ إِرْثُ كِتَابٍ مَحِي (١)

وَهَذَا عِنْدَ أَصْحَابِ المَعَانِي مِنْ أَحْسَنِ التَّشْبِيهِ وَأَبْلَغِهِ، لأَنَّهُ شَبَّهَ رُسُومَ الدَّارِ بِكِتَابٍ كُتِبَ فِي صُحُفٍ كَانَ فِيهَا كِتَابٌ قَدِيمٌ فَدَرَسَ وَبَقِيتْ مِنْهُ آثَارٌ. أَرَادَ أَنَّ رُسُومَ الدَّارِ مِنْهَا مَا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ، وَمِنْهَا مَا هُوَ حَدِيثُ العَهْدِ" (٢).

قَوْلُهُ: "فَإِذَا جَاؤُوا بِالبَاءِ" (٣).

ر: جَعَلَ البَاءَ لِلشَّرِّ وَهُوَ خَطَأٌ، وَالصَّوَابُ: إِذَا لَمْ تَذْكُرِ الشَّرَّ وَالخَيْرَ قُلْتَ فِي الخَيْرَ: وَعَدْتُهُ وَعْدًا، وَفِي الشَّرِّ: أَوْعَدْتُهُ إِيعَادًا وَوَعِيدًا كَمَا قَالَ: (طويل)

وَإِنِّي إِنْ أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ … لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي (٤)

وَإِذَا ذَكَرْتَ الخَيْرَ وَالشَرَّ قُلْتَ فِيهِمَا جَمِيعًا بِغَيْرِ أَلِفٍ: وَعَدْتُهُ" (٥).

أَوْعَدَنِي بِالسِّجْنِ (٦)


(١) البيت من نفس القصيدة في ديوان الهذليين: ١/ ٩٩؛ ومفردات الراغب ٥٩٣؛ الاقتضاب: ٣/ ١٢٤ ويروى (فينظر في صحف). نمنم: نقش. الرياط: الملاء التي نسجت وحدها. التهذيب (نمنم - ربط). يريد: كان فيهن قبل كتابه أصل كتاب محي.
(٢) الاقتضاب: ٣/ ٢١٤.
(٣) الكلام للفراء في أدب الكتّاب: ٣٥١. وتمامه: "يقولون: وعدته خيرًا ووعدته شرًا، فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير: وعدته وفي الشر؛ أوعدته فإذا جاؤوا … ".
(٤) البيت لعامر بن الطفيل في ديوانه: ٥٨؛ وعيون الأخبار: ٢٨/ ١٤٢؛ والجمهرة: ٢/ ٢٨٥؛ درة الغواص: ١٩١؛ محاضرات الأدباء: ١/ ٥٦٢ - ٢/ ٤٢٨. ويروى في العمدة: ٥٩٨ بلفظ (لأخلف، لأنجز). والبيت بدون عزو في الحماسة البصرية: ٢/ ٣٠٨؛ ونهاية الأرب: ٦/ ٩٥.
(٥) الكلام للزجاج في فعلت وأفعلت: ٩٧.
(٦) أول رجز وتمامه: "والأداهم"، وأنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٢٥١. وهو للعديل بن الفرخ، وكان الحجاج طلبه فهرب وهجاه، والبيت في المقاصد: ٤/ ١٩٠؛ شرح الجواليقي: ٢٠٠؛ الخزانة ٥/ ١٨٨. وبلا نسبة في شرح الحماسة للمرزوقي: ١/ ٢١؛ التوضيح؛ ٢٠٦، شرح أبيات سيبويه لابن السيرافي ٩٣؛ ومجالس ثعلب: ٢٧٤؛ وأنشده الفراء في الإصلاح: ٢٢٦ و ٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>