للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذَا الَّذِي نَقَلَهُ غَيْرُ صَحِيحٍ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهمْ: جَازَ الرَّجُلُ حَدَّهُ، وَجَازَ قَدْرَهُ. وَقَوْلُ طَرَفَة (١): (رمل)

جازتِ البِيدَ إِلَى أَرْحُلِنَا … آخِرَ اللَّيْلِ بِيَعْفُورٍ خَدِرْ (٢)

وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الزَّجَاجُ: "جَازَ الرَّجُلُ الوَادِيَ وَأَجَازَهُ: إِذَا قَطَعَهُ وَنَفَذَهُ قَالَ: وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: جُزْتُهُ: نَفَذْتُهُ، وَأَجَزْتُهُ: قَطَعْتُهُ" (٣).

وَحَكَى ابْنُ القُوطِيَّةَ: "جَازَ الوَادِيَ جَوَازًا وَأَجَازَهُ: قَطَعَهُ وَخَلَّفَهُ" (٤).

وَأَظُنُّ ابْنَ قُتَيْبَةَ أَرَادَ هَذَا الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ القُوطِيَّةَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّهُ غَيْرُ صَحِيحٍ، وَيَجِبُ عَلَى هَذَا أَنْ يَكُونَ حُزْتُ المَوْضِعَ: سِرْتُ فِيهِ بِالسِّينِ، وَكَذَا فِي "الغَرِيبِ المُصَنَّفِ" (٥)، وَوَقَعَ فِي رِوَايَتِنَا بِالصَّادِ" (٦).

قَوْلُهُ: "أَرْهَقْتُ فُلانًا: أَعْجَلْتُهُ، وَرَهِقْتُهُ: غَشِيتُهُ" (٧).

ط: "قَالَ أَبُو عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ: "قَدْ يُقَالُ: رَهِقْتُهُ وَأَرْهَقْتُهُ: بِمَعْنَى لحِقْتُهُ" (٨).


(١) هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكري الوائلي أبو عمرو، من شعراء البحرين ومن أقدم الفحول الجاهليين، قتله عامل عمرو بن هند على البحرين وهو شاب حوالي: ٥٦٩ م. ترجمته في طبقات ابن سلام: ١٣٨؛ المحبر: ٢٥٨؛ الشعر والشعراء: ١٨٥؛ المؤتلف والمختلف: ١٤٦؛ السمط: ٣١٩.
(٢) ديوانه بشرح الأعلم: ٦١؛ ويروى في شرح المقامات للشريشي: ٢/ ٢٣٢؛ ومقاييس اللغة: ٢/ ١٦٠ بلفظ: (جازت الليل). وفي السمط: ١/ ٤٥ بلفظ: (جازت القوم). وورد عجزه في العين: ٢/ ٣٤٢.
(٣) فعلت وأفعلت: ١٧.
(٤) كتاب الأفعال: ٥٠.
(٥) الغريب المصنف: ٢/ ٥٨٣ والعبارة فيه: (جزت الموضع: سرت فيه، وأجزته: خلفته، وأجزته: أنفدته … ).
(٦) الاقتضاب: ٢/ ١٦٠ - ١٦١.
(٧) أدب الكتّاب: ٣٥٣.
(٨) التهذيب: ٥/ ٣٩٧. اللسان: (رهق).

<<  <  ج: ص:  >  >>