للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَذَكَرَ الخَلِيلُ: "أَرْهَقَنَا، أَيْ: دَنَا مِنَّا" (١) " (٢).

قَوْلُهُ: "أَسْجَدَ الرَّجُلُ" (٣) الكَلَامَ.

ط: "قَدْ قِيلَ: سَجَدَ: بِمَعْنَى انْحَنَى (٤)، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾ (٥). وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالدُّخُولِ عَلَى جِبَاهِهِمْ وَإِنَّمَا أُمِرُوا بِالانْحِنَاءِ.

وَقَدْ يُمْكِنُ مَنْ قَالَ القَوْلَ الَّذِي قَالَهُ ابن قُتَيْبَةَ، أَنْ يَجْعَلَ "سُجَّدًا": حَالًا مُقَدَّرَةً كَمَا حَكَى سِيبَوَيْهِ (٦)، مِنْ قَوْلِهِمْ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَعَهُ صَفْرٌ صَائِدًا بِهِ غَدًا، أَيْ: مُقَدِّرًا لِلصَّيْدِ عَازِمًا عَلَيْهِ وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (٧). لَكِنْ قَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ القُرْآنِ مَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ مَا قُلْنَاهُ.

قَالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: "السَّاجِدُ فِي لُغَةِ طَيِّءٍ (٨): المُنْتَصِبُ، وَفِي لُغَةِ سائر العَرَبِ: المُنْحَنِي، وَأَنْشَدَ:


(١) العين: ٣/ ٣٦٦ - ٣٦٧ والعبارة لا تطابق ما جاء في الأصل، ولعل الشارح اطلع على نسخة أخرى لم تصل إلينا، يقول الخليل: (أرهقتهم أمرًا صعبًا: إذا حملتهم عليه .... وأرهقنا الصلاة: أي استأخرنا عليها). وكلام الشارح ورد في اللسان: (رهق).
(٢) الاقتضاب: ٢/ ١٦٣.
(٣) أدب الكتّاب: ٣٥٤.
(٤) يروى في اللسان: (سجد) عن أبي بكر الأنباري.
(٥) سورة النساء: الآية ١٥٣. وقد أثبتت "الواو" قبل "ادخلوا" في الاقتضاب: ٢/ ١٦٣، فتكون بذلك الآية صدرًا للآية: ٥٨ من سورة البقرة أو صدرًا للآية: ١٦١ من سورة الأعراف.
(٦) الكتّاب: ٢/ ٤٩.
(٧) سورة الأعراف: الآية ٣٠.
(٨) للدكتور عبد الحميد الشلقاني في كتابه مصادر اللغة: ١٧٦ - ١٨٤ وقفة مع لهجات القبائل. وكذا المزهر: ١/ ٢١١ - ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>