للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ (١). فَالمَعْنَى عَلَى قَوْلِهِ: "جَاءُوهَا وَقَدْ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا"، "وَأَجْزَنَاهَا وَقَدِ انْتَحَى".

وَأَمَّا أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ المُثَنَّى فَإِنَّهُ رَوَى بَعْدَ هَذَا البَيْتِ: (طويل)

هَصَرْتُ بِقَرْنَيْ رَأْسِهَا فَتَمَايَلَتْ … عَلَيَّ هَضِيمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَلِ (٢)

فَالجَوَابُ: "هَصَرْتُ" عَلَى رِوَايَتِهِ، وَالعَامِلُ فِي ["لمَّا" فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: فَالعَامِلُ فِيهِ عَلَى] (٣) قَوْلِ الكُوفِيينَ: "انْتَحَى".

وَ [عَلَى رَأْيِ] (٤) البَصْرِيينَ: الجَوَابُ المَحْذُوفُ.

[وَالعَامِلُ فِيهِ عَلَى] (٥) رَأَي أَبِي عُبَيْدَةَ: "هَصَرْتُ" وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العَامِلُ فِيهَا "أَجَزْنَا"، لأَنَّ "لَمَّا" مُضَافَةٌ إِلَيْهِ، وَلَا يَعْمَلُ المُضَافُ إِلَيْهِ فِي المُضَافِ، وَكَذَلِكَ لَا يَصِحُّ أَنَّ يَعْمَلَ فِيهَا "انْتَحَى" عَلَى رَأْي البَصْرِيِينَ، لأَنَّ "انْتَحَى" عِنْدَهُمْ مَعْطُوفٌ عَلَى "أَجَزْنَا" وَدَاخِلٌ فِيمَا أُضِيفَتْ إِلَيْهِ "لَمَّا". وَكَذَلِكَ عَلَى رَأْيِ أَبِي إِسْحَاقَ، لأنَّ الجَوَابَ المُقَدَّرَ عِنْدَهُ هُوَ العَامِلُ" (٦).

وَأَنْشَدَ:

فَمَا بَرِحُوْا (٧) البَيْتَ


(١) سورة النساء: الآية ٩٠.
(٢) ديوان امرئ القيس: ١٥ ورواية صدره فيه: (إذا قلت: هاتي نوليني، تمايلت)، وكذا في الخزانة: ١١/ ٤٣. ويروى (هصرت بفوذي) في معاهد التنصيص: ١/ ٨، الهضيم: الضامر، ريا: ممتلئة لحمًا وشحمًا في موضع الحلي من ساقيها.
(٣) بياض في الأصل والتكملة من الاقتضاب.
(٤) نفسه.
(٥) نفسه.
(٦) الاقتضاب: ٣/ ٢١٩.
(٧) أنشده ابن قتيبة في أدب الكتّاب: ٣٥٧. وتمامه:
فما برحوا حتى رأى الله صبرهم … وحتى أشرت بالأكف المصاحف
وهو للحصين بن الحمام في فعلت وأفعلت للزجاج: ٥٣؛ والاقتضاب: ٣/ ٢١٩.
اللسان: (شرر). ولكعب بن جعيل في شرح الجواليقي: ٢٠١؛ والتنبيهات: ٢٩٦؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>