للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَمَنْ رَوَى: ثُبَاتٍ بِكَسْرِ التَّاءِ، فَهُوَ الوَجْهُ، وَلَا نَظَرَ فِي رِوَايَتِهِ.

وَأَمَّا مَنْ رَوَى: ثُبَاتًا بِفَتْحِ التَّاءِ فَفِيهِ قَوْلَانِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ فِي جَمْع "سَنَةٍ": هَذِهِ سِنِينٌ، فَيَعْرِبُ النُّونَ وَيَجَعَلُهَا كَأَنَّهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ الفِعْلِ الْمَحْذُوفَةِ، وَعَلَى هَذَا أَثْبَتُوهَا فِي الإضَافَةِ فِي قَوْلِ الشَّاعِرِ: (طويل)

دَعَانِي مِنْ نَجْدٍ فَإِنَّ سِنِينَهُ … لَعِبْنَ بِنَا شِيبًا وَشَيَّبْنَنَا مُرْدَا (١)

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ رَدَّ لَامَ الْفِعْلِ فِي الْجَمْعِ، كَمَا يَرُدُّهَا فِي قَوْلِكَ: ثُبَةٌ وَثُبًى، وَلُغَةٌ وَلُغًى، فَتَكُونُ الأَلِفُ الآنَّ لَيْسَتْ أَلِفَ الْجَمْعِ الْمَزِيدَةِ، وَلَكِنَّهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ الْفِعْلِ كَالَّتِي فِي قُضَاةٍ وَرُمَاةٍ، وَهَذَا يُوجِبُ أَنْ يُكْتَبَ بِالْهَاءِ لَا بِالتَّاءِ، وَهُوَ رَأْيُ الْفَارِسِيِّ (٢)، وَشَبَّهَهُ بِقَوْلِ الآخَرِ: (طويل)

كَأَنَّكَ فِينَا يَا أَبَاةِ غَرِيبُ (٣)

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: "أَرَادَ "يَا أَبَتِ" ثُمَّ رَدَّ لَامَ الْفِعْلِ" (٤).

وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَقَالَ فِي كِتَابِ "الْقَلْبِ وَالإِبْدَالِ": "يَا أَبْتَاهُ ثُمَّ قَلَبَ" (٥).

وَقَوْلُهُ: (طويل)

عَلَيْهَا ذُلُّهَا وَاكْتِئَابُهَا (٦)

لك فِي رَفْعِهِ وَجْهَانِ:


(١) البيت في الاقتضاب: ٣/ ٢٧١. اللسان (سنه). وينسب لمحجان بن مزاحم في خزانة البغدادي.
(٢) شرح الأبيات المشكلة الإعراب: ١٩٥.
(٣) البيت لأبي الحدرجان في نوادر أبي زيد: ٥٧٥؛ الخصائص: ١/ ٣٣٩؛ العين: ٤/ ٢٥٣ - ٢٥٤؛ التصريح: ٢/ ١٧٨؛ الهمع: ٢/ ١٥٧.
(٤) شرح الأبيات المشكلة الإعراب: ١٩٠.
(٥) لم أجد الكلام في كتاب القلب والإبدال ولعله وقع في نسخة أخرى.
(٦) من عجز البيت الشاهد، سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>