للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي الرِّوَايَتَيْنِ جَمِيعًا" (١).

وَحَكَى أَبُو جَعْفَرَ بنُ النَّحَّاسِ (٢) قَالَ: "قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ الله نَفْطَوَيْه: هُوَ مَالِكُ بنُ خُزَيْمٍ بِالزَّايِ وَخَاءٍ مُعْجَمَةٍ عَلَى لَفْظِ التَّصْغِيرِ كَذَا وَجَدْتُهُ مَضْبُوطًا عَنْهُ" (٣).

وَوَقَعَ فِي بَعْضِ نُسَخِ "أَدَبِ الكُتَّابِ": "وَلَا تَسْأَلِ الضَّيْفَ" بِنَصْبِ الضِّيْفِ وَبِالخِطَابِ عَلَى لَفْظِ النَّهْيِ. وَالصَّحِيحُ: "وَلَا يَسْأَلُ الضَّيْفُ" بِالرَّفْعِ عَلَى وَجْهِ الإِخْبَارِ عَنْهُ، وَبِهِ يَصِحُّ المَعْنَى لأَنَّ بَعْدَهُ: (طويل)

فَإِنْ يَكُ غَثًا أَوْ سَمِينًا فَإِنَّنِي … سَأَجْعَلُ عَيْنَيْهِ لِنَفْسِهِ مَقْنَعَا (٤)

يَقُولُ: لَيْسَ يَحْتَاجُ ضَيْفِي إِذَا رَدَّ عَنِّي وَفَارَقَنِي أَنْ يَسْأَلَ عَمَّا كُنْتُ أَطْبُخُهُ فِي قِدْرِي، لأَنَّ مَا فِيهَا مِنْ غَثٍّ أَوْ سَمِينٍ أُقَدِّمُهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْعَلُ عَيْنَيْهِ مَقْنَعًا لِنَفْسِهِ، أَيْ: أَقُولُ لَهُ: تَخَيَّرُ مَا تُحِبُّ وَاتْرُكُ مَا لَا تُحِبُّ.

وَمَعْنَى "زَحَرَتْ": غَلَتْ. وَذَكَرَ الشَّتْوَةَ لأَنَّهَا وَقْتَ الضِّيقِ وَالجَهْدِ. وَيُرْوَى: "لَهُ" وَ "بِهِ". وَالْعَامِلُ فِي "إِذَا" جَوَابُهَا الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ وَأَغْنَى عَنْهُ قَوْلُهُ: "وَلَا يَسْأَلُ". وَالْعَامِلُ فِي "حِينَ" يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "زَخَرَتْ"، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ "تَسْأَلُ"، وَهُوَ أَجْوَدُ" (٥).


(١) ينظر: عيون الأخبار: ١/ ٢٣٧؛ السمط: ٧٤٨.
(٢) هو أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي أبو جعفر النحاس من أهل العلم بالفقه والقرآن. توفي (٣٣٨ هـ). ترجمته في: ط الزبيدي: ١٤٩؛ نزهة الألباء: ٣٦٣؛ إنباه الرواة: ١/ ١٣٦؛ المزهر: ٢/ ٤٢٠ - ٤٦٦ شذرات الذهب: ٢/ ٣٤٦.
(٣) الأصمعيات: ٦٧.
(٤) البيت والذي بعد في: الأصمعيات: ٦٨؛ الوحشيات: ٢٥٩ ويروى:
بما أوغلت قدري إذا هو ودعا
شرح أبيات سيبويه: ١/ ٢٤٢؛ عيون الأخبار: ١/ ٢٣٧؛ السمط: ٧٤٨؛ المقتضب: ٢/ ٣٨؛ ما يجوز للشاعر في الضرورة: ١١١؛ المعاني الكبير: ١/ ٤٢٢، ونسبه محقق الكامل لهدبة بن خشرم: ٢/ ٣٧.
(٥) الاقتضاب: ٣/ ٣٤٦ - ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>