للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَا يُجِيزُ سِيبَوَيْهُ وَأَصْحَابُهُ تَعَدِّي فِعْلِ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ إِلَى نَفْسِهِ إِلَّا فِي الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ إِلَى مَفْعُولَيْنِ كَقَوْلِكَ: ظَنَنتُني خَارِجًا، وَحَسِبْتُكَ مُنْطَلِقًا، وَلَا يُجِيزُ ذَلِكَ فِي الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ، فَلَا تَقُولُ: ضَرَبْتُنِي، إِنَّمَا تَقُولُ: ضَرَبْتُ نَفْسِي، وَلَا تَقُولُ لِلْمُخَاطَب: ضَرَبْتَكَ، إِنَّمَا تَقُولُ: ضَرَبْتَ نَفْسَكَ (١).

وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي الْأَفْعَالِ الْمُتَعَدِّيَةِ إِلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ إِلَّا أَنَّهُ قَلِيلٌ، قَالُوا: فَقَدْتُنِي، وَعَدِمْتُنِي، وَرَأَيْتُنِي، قَالَ قَيْسُ بْنُ ذُرَيْحٍ (٢): (طويل)

نَدِمْتُ عَلَى مَا كَانَ مِنِّي فَقَدْتُنِي … كَمَا يَنْدَمُ الْمَغْبُونُ حِينَ يَبِيعُ (٣)

وقال عَنْتَرَةُ: (كامل والقافية من المتدارك)

فَرَأَيْتُنَا مَا بَيْنَنَا مِنْ حَاجِزٍ … إِلَّا الْمِجَنُّ وَنَصْلُ أَبْيَضَ مِقْصَلِ (٤)

وَاسْتَعْمَلَهُ أَبُو الطَّيِّبِ فَقَالَ: (متقارب)

يَرَى حَدُّهُ غَامِضَاتِ الْقُلُوبِ … إِذَا كُنْتُ فِي هَبْوَةٍ لَا أَرَانِي (٥)

وَقَوْلُهُ: "طَرَبَ الْوَالِهِ".

مَصْدَرٌ مُشَبَّهٌ بِهِ، أَرَادَ مِثْلَ طَرَبٍ الْوَالِهِ فَحَذَفَ الْمَوْصُوفَ وَأَقَامَ صِفَتَهُ مَقَامَهُ ثُمَّ حَذَفَ الصِّفَةَ وَأَنَابَ الْمُضَافَ إِلَيْهَا مَنَابَهَا وَهُوَ كَقَوْلِهِمْ: ضَرَبْتُهُ ضَرْبَ الْأَمِيرِ اللِّصَّ.


(١) الكتاب: ٢/ ٣٦٦، ٣٦٧.
(٢) قيس بن ذريح بن سنة بن حذافة الكناني، شاعر من العشاق المتيمين من شعراء العصر الأموي، اشتهر بلبنى بنت الحباب الكعبية، توفي سنة (٦٨ هـ). الشعر والشعراء: ٦٢٨؛ الأغاني: ٨/ ١٠٧؛ فوات الوفيات: ٣/ ٢٠٤؛ النجوم الزاهرة: ١/ ١٨٢؛ الأعلام: ٥/ ٢٠٥.
(٣) البيت مختلف في نسبته وهو في ديوان قيس بن ذريح: ١١٢؛ الأغاني: ٩/ ٢٠٦ روايته:
.............. نَدَامَةً … كَمَا نَدِمَ ..................
الحماسة المغربية: ٩٢٨.
(٤) ديوانه: ١٢٢.
(٥) ديوانه: ٤/ ١٩١؛ شرح ديوان المتنبي للبرقوقي: ٢/ ٤٣٤؛ الاقتضاب: ٣/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>